يا هلا فيك زائرنا =)
اذا ڪنت غير مسجل وودڪ تسجل ارعص على تسجيل
واذا ڪنت عضو ارعص دخول وإدخل ..,=$

..~
يا هلا فيك زائرنا =)
اذا ڪنت غير مسجل وودڪ تسجل ارعص على تسجيل
واذا ڪنت عضو ارعص دخول وإدخل ..,=$

..~
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مذكرات فتاة شات ((رواية))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
~ تؤبر تسبدي ~
! المـدير العـام !
! المـدير العـام !
~ تؤبر تسبدي ~


المشاركات : : 418
- وينكْ فيهِ ! : في بيـتـأا
- مزآجكْ ! : ازحف تنحـف

مذكرات فتاة شات ((رواية)) Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات فتاة شات ((رواية))   مذكرات فتاة شات ((رواية)) Emptyالأحد سبتمبر 12, 2010 3:06 am

رواية




&*((مذكرات فتاة شات))*&















تصميم الغلاف من تأليفي (امرأة من زمن الحب)




الرواية من تأليفي (امرأة من زمن الحب)





ملحوظة :




رواية جريئة تحاكي واقعنا....تملك احداث كثيرة يمكن ان يكون قد مر بها الكثير منا مازلت اؤلف في فصولها وهي تقريبا حوالي 20 فصل.....اتمنى منكم ان تشجعوني وتتابعوني دوما.....







المقدمة:




النت....كان فتحة في سجن حياتي....دخلت منه كل الأضواء و الألوان....
عالم النت ذلك العالم الأفتراضي الذي يسير بمحاذاة عالمنا ولا يندمج به.....
لم يكن لي هكذا....كان هو حياتي.....سئمت من كلمة ممنوع.....
سئمت من لعب دور الفتاة التي لم تكلم شبابا من قبل.....بينما قلبها جائع للحب.....
تصوم ليفطر قبلها كل الفتيات بكل قصص الحب والغرام التي يتمنون....ثم تبقى هي كما هي.....
وتتزوج هؤلاء الفتيات....وتبقى هي........لم اكن شيئا ولم يقدرني الناس لكن في عالم النت انا مختلفة....
استطيع ان اكون كما احب.....اقول ما اريد.....اكلم من اريد.....
في النت وجدت نفسي.....ولدت من جديد.....وماعاد عالمي الحقيقي يجذبني بما فيه.....
وفي النهاية جميع البنات يتساوون
هكذا كان تفكيري في البداية.....و من لم يعلمه الواقع يعلمه النت!!







يتبع!!!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fallh.ahladalil.com
~ تؤبر تسبدي ~
! المـدير العـام !
! المـدير العـام !
~ تؤبر تسبدي ~


المشاركات : : 418
- وينكْ فيهِ ! : في بيـتـأا
- مزآجكْ ! : ازحف تنحـف

مذكرات فتاة شات ((رواية)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات فتاة شات ((رواية))   مذكرات فتاة شات ((رواية)) Emptyالأحد سبتمبر 12, 2010 3:09 am

الفصل الأول


الشمس الناعسة تستعد للنوم.....والسماء تلبس شيئا فشيئا ثوبها الداكن.....ساعة ما لا هي ليل ولا نهار....احس ان حياتي كلها مثل ساعة المغيب....هكذا اقول لنفسي وانا اطالع السماء من نافذة الباص الذي يقلني عائدة من عملي إلى منزلي.....الجو حار...وطبقات ملابسي الفضفاضة تجثم على انفاسي.....تجعل الحر ضعفين وجسدي برغم ارتدائي العباءات منذ زمن بعيد لم يعتد على الحرارة قط.....جسدي مثلي دوما متمرد...لا يرضى بشئ مجبر هو عليه....اجد محطتي فاسارع بالهبوط.....تركض بي قدماي وعيناي لا ترى البشر....مجرد وجوه بلا معاني بلا ارواح.....كلهم هواء عندي....عيناي اعتادت على الا تثبت على وجه احد...ولا في عيني احد....وحين اصل الى غرفتي وارد سلاما سريعا على والدتي المقيمة دوما امام التلفاز.....اغلق باب غرفتي واحس اني قد انهيت واجبي الثقيل....تتزاحم في داخلي الأفكار.....اخلع كل ثيابي واسارع باطلاق العنان لشعري بعد حمام بارد....اخلع الألوان الباهتة والملابس الفضفاضة لألبس نفسي الحقيقية....الألوان الحية ما بين الأحمر والأصفر الصريح....البس اخف ما لدي واقصر ما لدي.....اطالع وجهي بالمرآة....احاول ان اقنع نفسي اني جميلة.....اضع كل ما اقدر عليه من مساحيق...واضبط تسريحة شعري.....انظر لنفسي بالمرآة....وقد اصبحت شخصية مختلفة تماما....ثم تأتي اللحظة التي انتظرها كل يوم....اجلس على حاسوبي الخاص....واسارع بفتح ايميلي....وفتح صفحات الأنترنت الخاصة بالمنتديات التي اشارك بها......يبدأ هنا فقط يومي...اخلع قناعي الذي اقابل به الناس....واطلق العنان لشخصي لطبعي لروحي....اكون ما اريد ان اكون عليه بلا ضغوط بلا مبالغات....اكون هناك في ذلك العالم....تلك الفتاة الجميلة الرقيقة المرحة الممتعة دوما في حديثها.....اقرأ كل الرسائل وارد عليها واحدة تلو الأخرى.....اقرأ اخر الأخبار التي تزودني بها صديقاتي الوهميات.....هذة اعترفت بحبها لفلان...هذا ترك فلانة....<<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>> هذا خارج للتو من علاقة طويلة ويحتاج لمواساة....هذا كتب قصيدة في القسم الأدبي حاول جاهدا اخفاء شخص التي كتب لها ولكننا جميعا نعرف انها فلانة.....اقرأ الأخبار واشعر بكل انفاسي تتسارع....اظهر اون لاين للكل.....ويبدأ حديثي مع هذة وتلك وتلك.....تضحك حروفي وملامحي متجهمة....اطلق النكات والممازحات.....اريد ان اظهر لهذة سعيدة وهادئة....لكي لا تفكر اني احترق حسدا لها على خطبتها.....ما اسهل هذا فهي لا ترى ملامحي.....اقرأ رسائل الشباب....هذا يشتاق لي....وهذا يتسآل لما لم احضر...اتذكر اني اعطيته موعد وانا في عملي حتى اجعله ينتظر....تناسيت رسالته لم يكن لي مزاج للحديث مع رجل اليوم.....شئ ما فيّ محتجز في ذكرى حاولت الهرب منها طوال العمل فلم افلح....حاولت الهرب منها هنا فلم افلح....لم يكن يومي للتلاهي...كان يومي لنسيان الدنيا وتذكري له وحده....يحرقني جرح قلبي ويصارعني حبي واحتياج قلبي ليعيش ولو دقائق في ذكريات يوم كان فيه سعيد معه.....وما إن اترك قلبي يستسلم للذكريات....حتى يعتصر صدري.....اشعر بالدنيا ضيقة....احاول الهرب في افاق النت االواسعة...احدث كل من اعرف اسمع اخبار العشق واخبار القلوب....انصح دون ان تطرف عيني....امزح في صالة الشات مع هذة وابكي في صالة الشات مع اخرى.....اسمع القصص واؤلف احداثا ومازالت تلك الذكرى تحرقني.....افتح صندوقي الوارد في منتدايا الرئيسي فأجد رسالة من العضوة (سمراء).....تلك الصغيرة التي لم تكمل عامها الثاني والعشرون والتي تصغرني بثلاثة اعوام....تحب الحديث معي فهي مستجدة في عالم النت...مستجدة في المنتدى....قمت بالترحيب بها في قسم الترحيب فتمسكت بي وسارت خلفي في كل موضوع انزله او ارد عليه حتى بادرتها برسالة فردت عليها وصار هذا اول ما تفعله حين تدخل منتدى (اهل الشاطئ).....كانت تحكي لي عنها وعن حياتها وعن ولعها بالنت هذا الطريق الجديد الذي يلون يومها بالوان لم تكن تعرفها...........
تعبت من مراسلة الفتاة كل يوم على المنتدى.....ولكني احببتها وارتحت لها فمن النادر مقابلة من هم سذج بهذا الشكل على الشبكة العنكوبتية.....(سمراء) صافية القلب مرحة وبريئة تحب غيرها بدون سبب او شرط وتتمنى الخير للجميع....قلت في ذاتي انها لن تكمل شهرا اخر على النت حتى تتغير كليا وتصبح مثلنا.....اصحاب الوجوه السبع....والقلوب العشر.....والأبتسامات الوهمية....ودموع التماسيح..... <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>> قررت ان ارسل لها عنوان ايملي مع شرح وافي كيف يمكنها ان تضيفني وتحدثني مباشرة حتى لا تتعبني بالأسئلة فهي مازالت جديدة.....وفعلا في خلال ساعة واحدة كانت قد دخلت وتابعت الارشادات وضافتني...واخيرا حدثت تلك الفتاة.....

قالت لي ان اسمها الحقيقي (ايمان)....اذكر انها علقت على اسمي حين اخبرتها ان اسمي (حبيبة) ولشدة اعجابها بي اخبرتني انه اجمل اسم سمعته.....كانت خجولة في بداية الحديث ومنبهرة بتكنولوجيا الشات والحديث المباشر وتلقي الرد فهي معتادة على الرسائل كما انها وكما ذكرت لي من قبل لم يسبق لها ان استعملت النت....حاولت ان تجاملني وتثني علي وعلى مواضيعي وارائي فتبسمت بيني وبين نفسي.....شئ ما يجعلني احب تلك الفتاة....ربما لأنها ترسمني بين حروفها حين كنت بسنها....ربما لأني كنت بنفس سذاجتها او اكثر....لكن هذا الكهف المسمى بالنت....علمني ان الظلام لا يخفي ورودا وجنانا....بل وحوش وانياب.....تأسفت لحالها فربما يتألم قلبها اكثر مني......كلما حدثتني وراقبت طريقتها وتسرعها وصدقها المتناهي وثقتها الزائدة بي رغم عدم معرفتها لي....كل ما عرفت انها ستقع يوما على قلبها......

منذ ذلك اليوم صرنا نتحدث بشكل يومي....وما هي إلا اسبوع واحد كنت قد عرفت انها ادق تفاصيل حياتها.....واستطعت ان ارسم لها صورة من قبل حتى ان اراها ولم يدهشني انها كانت مطابقة لواقعها.....صرنا نتحدث بكل شئ واي شئ....عرفت انها تخرجت للتو من كلية العلوم.....وعرفت مني اني تخرجت من كلية التجارة باللغة الأنجليزية (تجارة انجلش كما نسميها بالمصري) حدثتني طويلا عن اسرتها عن احلامها عن صديقاتها اقربائها....كنت اتركها تتكلم كثيرا....واراقب فيها تلك العفوية والحب اللا متناهي والفرح والتفاؤل بالحياة.... <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>> اتلمس فيها كل شئ فقدته حين انغمست كليا في هذا العالم الموحش.....تأثرت بها واني اعترف......فقد جعلتني اصاب بالحنين.....الحنين الذي حاولت طويلا الهرب منه....وتساءلت لما اختارتني انا كصديقة؟.....ألتشمت بي ضميري؟.....ام لتذكرني بما نسيته من نفسي.....او تناسيته.....لست ادري

فتاتان في عمر الحب.....كان لابد لنا ان نتطرق للحب....حكت لي عن تجارب مراهقتها المضحكة.....ولكني بادرتها بسؤال هز اعمق نقطة داخل روحها....حين قلت لها :
- اخبريني يا ايمان عن العضو (فارس الحب)
تثاقلت اصابعها ثم اهتزت على حروف ليست بحروف الأجابة ثم كتبت بعد دقيقة :
- ماذا به (فارس الحب)؟
- (ايمان)!!.....انتي صديقتي المقربة....اعرف انك تفهمين ما اقصد.....انه يلاحقك.... ويعشق التواجد في مواضيعك والرد على ردودك والتعليق عليها ويزيد من اعجابه بآراءك.....اخبريني هل يراسلك؟
- معك حق......(فارس الحب) انسان رائع جدا في منتهى الذوق...حين دخلت المنتدى اول مرة وقرأت له ورددت على موضوعه قام بدعوتي على كل مواضيعه وقال لي ان رايي اهم راي يحب ان يتطلع عليه.....ومن وقتها صرنا مقربين....
- حبايب؟؟؟
- لا لا.....ليس هكذا.....هههههههههههههههه ماذا تقولين يا (حبيبة).....
- وهل الحب عيب يا (ايمان)؟
- لا ليس عيبا طبعا.....لكن انا....ليس بيني وبينه شئ من هذا هو انسان محترم وطيب القلب.....
- إلم تفكري ابدا انه ربما يكون يفكر بأمور كهذة حين يراسلك؟
- الواقع لن اكذب عليكِ....فلقد قرأت مثل هذة التلميحات في رسائله ولكني كنت اكذب نفسي فربما اتوهم شيئا
<<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>
- هل هذا يعني انك تريدنه ان يحبك...؟؟....
- (وجه خجول)....انتي تعرفيني يا (حبيبة)...صراحة انا اتمنى ان يكون معجب بي....وسافرح كثيرا ان كان يحس بشئ من هذا نحوي
- لما ستفرحين تحديدا؟
- لأنه.....(وجه خجول)...لأنه.....لأنه يعجبني......انتي ما رايك فيه؟
- انا لا استطيع ابدا ان اقول لك رايي فيه فانا لم اقابله شخصيا....
- ولا انا...ولكن ما رايك فيه كعضو من خلال تعاملك معه ومشاهدتك لمواضيعه وآراءاه
- حبيبتي (ايمان)....يقولون الحب اعمى....انتي معجبة به فلو اخبرتك شئ عنه مختلف عن صورته بداخلك فستتصرفين وكأنك لم تسمعي هذا شئ طبيعي...
- لا لا ارجوكِ....قلي كل شئ انا اثق برايك مئة بالمئة.....قلي لي كل شئ بصراحة.....
- حبيبتي.....انت منبهرة برجل يهتم بك لم تريه ابدا....هذة تجربتك الأولى مع النت...وهو اول الرجال الذين يقابلوكِ فيها.....انصحك بشدة الا تنجرفي معه....ولا تكوني ودودة معه....كوني حذرة جدا....اما عن رايي الشخصي فيه.....فهو شاب مثله مثل الكثيرين جدا جدا على النت....يعشق القلوب المعلقة بطعم الحروف.....يعشق تذوقها واختطاف قطمة منها دون ان ينهيها.....اقرأي بقية صفحات مواضيعه وانظري من يرد عليه...اقرأي الرسائل في ملفه الشخصي....شاهدي اصدقاءه الذين قام باضافتهم.....ستجدين ان جميعهم بلا استثناء من الفتيات وكلهم بسنك او اصغر.....هذة النوعية من الأعضاء معروفة....يحب ان يكون دون جوان المنتدى....
- .................معقول؟
شعرت بصدمتها.....حزنت لأجلها....لكن من الأفضل ان اصدمها انا ببضع كلمات تطعن قلبها....افضل من سوسة حب تنخرها من داخلها حتى الأعماق وتجعلها خاوية مثلي اي رياح تقتلعها من جذور ايامها..... <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>
- لا تردي على رسائله يا (ايمان)...استمعي لنصائحي فهذا الشخص لا يليق ان يكون صديقا لك.....انا ادرى منك ارجوكِ ثقي بي فانا في عالم النت منذ سنوات واعرف الناس امثاله....
- انا اثق بك تماما....انا فقط.....اراه انسان على خلق ودين....ودود وطيب القلب ومتفاني ومعطاء
- اي تدين هذا؟.....أبسبب تلك الأدعية الدينية التي يضعها في توقيعه حتى يقرأها الناس فيأخذ ثوابهم....اصبح الدين الآن عند امثاله مثل الكبسولات...تأخذها ضد الأزمات.....حتى يفرجها ربك....الدين ليس هكذا....الدين معاملة لا يتجزأ....لو كان متدين بحق لما حدثك من الأساس ولمح لك بتلك التلميحات.....او لما كان خرج عن المواضيع العامة في رسائله معك واتجه إلى الخاصة....
- ولكن كيف عرفتي؟.....
- هههههههههههههههه....عزيزتي....اسألي الخبيرة...أتحبين ان اخبرك فيما حدثك؟
- لهذة الدرجة تعرفينهم؟....ألهذة الدرجة هذة التصرفات تحدث كثيرا في النت؟
- انها لغة النت حبيبتي..... فقط استمعي لنصيحتي.....
كما توقعتُ تماما فحين توقفت (ايمان) عن الرد بنفس الحماسة السابقة على رسائل ذلك الشاب المكشوف النوايا (فارس الحب)....حتى ازداد هو اصرارا واذلالا معها.....وازدادت هي حيرة وخوف....وصارت تراسله دون اخباري واقرأ فعلتها في سطورها....كانت تلك مرتها الأولى التي يحادثها فيها شاب بهذا الأهتمام وهذا العنفوان....كما انها لا تراه...فالنت يعطي للناس صورة من حروفهم اجمل بكثير من حقيقتهم...تجعل اي شخص وكأنه افضل رجال الأرض......كل الوجوه على النت في البداية كالملائكة.....لا يوجد ما هو افضل واكثر ذوقا وتضحية....في حين اننا لو ركزنا في كل واحد فيهم...سنجد انه قناع واحد يتداولوه فيما بينهم....يظهرنا في وحدة عربية وطنية جميلة....شباب وفتيات متدين متساعد يحث على الأدعية..... <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>> يحب ان يفعل الخير...لا يفكر سوى في بناء المجتمع....في حين انهم جميعا فارغون من اعماقهم.....لا يفكرون سوى بانفسهم....كيف تظهر فلانة اكثر شعبية من علانة....عن طريق عدد الردود على مواضيعها.....كيف توقع فلانة بفلان الذي يبدو انه احب علانة....حتى تخطفه منها فتنتصر عليها....بينما تقع علانة كسيرة القلب في يد الصياد صاحب الريق المعسول السام....الذي يسمم عقلها بانه مختلف عن من جرحها وأنه ابدا لن يخونها....امر مضحك....

كل شئ تركناه في الواقع من اناس مريضة النفوس نجدها على النت بشكل اسوء مليون مرة مع وسائل مساعدة على الخداع لا حصر لها......فصار النت مكان مستتر للعشاق....يكفل لهم حرية الحب دون مراقبة احد...ودون ايذاء سمعة احد....فما أنت في النهاية على النت سوى اسم وهمي تختاره لنفسك إن تلطخ بالقاذورات يمكنك ان ترميه وتسمي نفسك بغيره.....اضحك ملئ قلبي حين اقرأ التناقضات في البشر بين حروفهم وافكارهم وما يسعون حقا اليه....تلك التي تسعى لنصح هذا وذاك...وتحاول ان تظهر بصورة الفتاة المتدينة العاقلة...وهي تسمي نفسها (فاتنة) او (امورة) او او.....اسم يفتح الشهية للحب.....يدعو الصياد باصبع شهوة.....وليست هذة فقط نموذج التناقض....فهناك نكات ولا اروع....في اسماء الأعضاء فقط....فهناك من يسمي نفسه رجل بحق....رجل ونص....اسماء مضحكة يظن انه بها اقنعنا برجولته.....او اسماء بلا معنى محدد او اسماء شخصيات سنيمائية.....اسماء الفتيات التي تدل على مدى جمالهن وانوثتهن ورقتهن...حتى غرورهن...يعترفن به في اسماءهن....والأسماء التي لا يمكن ان تعرف منها ما اذا كان صاحبها ذكر ام انثى تلك التي تعبر عن حالة او فعل مثل (ذبحني فراقه.....ما انساك....فديت الغالي.....شوقك ماله دوا)......

ظلت (ايمان) في صراع بين نفسها التواقة للحظات السعادة والحب وبين رأيي الذي يناصره ضميرها...حتى جاءتني مستغيثة بأن (فارس الحب) قد ارسل لها رسالة لا تعرف كيف ترد عليها...ارسلت لي نص الرسالة :
غاليتي (سمراء).....
حروف اسمك تكتبها اصابعي كثيرا بيني وبين نفسي.....قد تتفاجئين بكلامي ولكني انا نفسي ضبطت نفسي متلبسا بالتفكير المتواصل فيكِ....لم اعد اعرف ماذا جرى لي منذ عرفتك....شعرت بذلك من اول مرة رايتك فيها ولم ارد ان اخبرك حتى لا افقدك افضل الموت على هذا......انتي صديقتي الغالية فأتمنى ان تنصحيني وتخبريني من انا....هل انا فارس الحب ام ضحية الحب....ام فارس السمراء.....تلك التي رودتني عن قلبي فاستسلمت....انت وحدك تعلمين.....فارجو ان تردي علي باسرع وقت..... <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>
فارسك

ضحكت بصوت مرتفع حين قرأت الرسالة.....انه يذكرني بشخص عرفته....انه يعرف (ايمان) وقلبها الذي لن يصمد امام رسالة كهذة وستقع عند قدميه فورا.....فهو يمثل امامها دور العاشق الذي انتهى عالمه ولم يعد قادر على الأخفاء...خدعة قديمة لا اكاد اصدق انه مازال يستعملها وهو من المفترض انه خبير بعالم الفتيات.....حاولت اللعب قليلا....فسألت (ايمان) عن مدى ثقتها بي.....وحين اعلنت ثقتها التامة بي.....طلبت إليها الا ترد عليه لمدة ثلاثة ايام....وراهنتها انها حين تدخل بعد ثلاثة ايام ستجد على الأقل ثلاثة رسائل منه اخرى....وهذا ما حدث فعلا...اخر رسالة منها كان نصها :
ايتها السمراء الحبيبة
اين انت.....ارجوكِ ان تجيبيني....انا في غاية القلق عليك....لم استطع النوم ليلة امس وانا افكر انه ربما كان مكروه ما قد حصل لك...لكن ان كنت بخير وقد ساءك اعترافي العظيم....فأرجو ان لا تقلقي ولا تخافي...فأنا صديقك ولم اتغير ولن اتركك ابدا إلا اذا طلبت مني انت ان اتركك.....فقط ارسلي لي ولو رسالة فارغة لأعرف بها انك بخير ويطمئن قلبي...وإن كنت لا تريدين هذا القلب بين يديك...فلا بأس فأهم ما لدي هو ضحكتك.....وانسي كل شئ....انتظرك
يبدو انه لا يكترث بمسألة كرامته ولا يفكر ابدا بانها قد ترفض من هو مثله...انه يثق بسذاجتها اكثر مما يثق بسحره على النساء.....ويعلم انه كلما ضغط عليها بالحب كلما غرقت فيه اكثر...ولقد كان محقا فلقد بكت (ايمان) كما لم تبكي في حياتها هذة الأيام الثلاث....واعترفت لي انها ايضا تحبه وربما اكثر بكثير مما قال في رسالته.....وقالت الكثير من الكلام المضحك.....مثل انه هو الذي حلمت به طوال عمرها...وقد وجدت فيه كل ما تبحث عنه....لم اتمالك نفسي فرددت عليها بحدة :
- (ايمان)...انتي ساذجة...وهذا ما يحتاجه بالضبط ليستولي على قلبك.....لا تعطيه هذة الفرصة...انه يتظاهر بحبك ويكتب لك الرسائل انه قلق عليك وإنك ان كنت حتى ترفضين قلبه فأرسلي له رسالة فارغة....تمثيلية سخيفة ومكررة...
- وكيف تعرفين هذا؟....ماذا لو كان يحبني بالفعل...مثل ما انا احبه...ماذا لو كان مثلي انا وقعت في حبه....فلما لا يقع هو في حبي....
- اسمعيني حبيبتي الرجال ليسوا مثلنا.....انه لا يعرفك اصلا حتى يحبك.....من انت بالنسبة له؟.....كم رسالة ارسلتها له وكم رسالة ارسلها لك؟....عشرة عشرون؟....
- .....سبعة.....
- بالله عليكي....اتظنين انه يحبك؟.....انه حقا لا يهتم من انت...انه فقط يهتم بغروره المريض....يريدك ان تحبيه ايا كنت....انه لا يفكر بأي شئ قادم او مضى....يفكر باللحظة فقط التي ستسلمي له فيها قلبك.....وبعدها يتلذذ بك كما يشاء....قد يتظاهر بأنه ابتعد عن كل الفتيات سواك....قد يتظاهر بأنه يتعذب لبعدك عنه ولأنه لا يستطيع الوصول اليك.....بكلامه المعسول هذا وقلبك الرهيف سيحصل عنك على ما يشاء ماعليه سوى ان يطلب منك ماهو سئ لكِ ويلبسه ثوب الحب....فترينه كما تريدين ان تريه.....وبعدها لن تستفيدي شيئا... <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>
- (حبيبة).....انا اعرف انك خائفة علي ولكني لا افهم سر حقدك على الرجال بهذا الشكل......وكأنهم جميعا ذئاب.....من المستحيل ان يكون كل الرجال بشعون هكذا.....
- اعرف ذلك....لكن صدقيني من يستعمل هذة الطرق الملتوية فهو حقا ذئب.....
- ألم يسبق لك ان وقعتِ في الحب أبدا يا (حبيبة)؟؟؟....أنا مستغربة أنك لا تحسين بما احس به.....
شعرت بتلك النبضة القديمة في قلبي......وصحى الجرح الذي تمنيته ميتا....هل أحببت؟....ماذا كنت...وماذا اصبحت...كله بسبب الحب....ماذا جنيت...وماذا فقدت.....كله من الحب.....هذا القلب الذي يئن بداخلي بلا هوادة.....هذة المرارة التي تتلذذ بتآكلي من الداخل....سحقا للحب....فقد حنطني....ولم يبقي مني ذرة فرح إلا ودمرها من داخلها....هل أحببت؟؟؟
- نعم أحببت يا (ايمان)....ولن تصدقي إن قلت لك اني ادفع عمري القادم والماضي ثمنا ليعود قلبي خاليا هادئا بريئا كما هو قلبك الآن....انت لا تحسين بمدى الثروة التي بين يديك ولا تصدقين كم يدفع من اجلها ويكافح من اجلها الذئاب.....فطعم القلب الصافي كشربة من نهر الجنة....الأنسان لا يملك سوى قلب واحد يا (ايمان)....وهذا المدعو (بفارس الحب)....لا يستحق قطعا نبضة واحدة من قلبك....
- لماذا؟.....ماذا حدث لك من الحب؟....أليس الحب هو اجمل مافي الوجود؟
- الحب اجمل مافي الوجود حين يكون في صورته الصحيحة وحين تعطيه لرجل يستحقه....أما غير ذلك....فهو....طريق مسدود ستدفعين من احشاءك ثمنا للعودة لكل خطوة فيه....ولابد لك ان تخسري شيئا جميلا بداخلك.....
توقفت عن الكتابة لها لأني شعرت بسكاكين الذاكرة تطعن قلبي في اعماقه....وحاولت كثيرا (ايمان) ان تسالني تحاكيني.....وانا لا اجيب....حتى كتبت أخيرا دون أن ادري ما اقول....
- (إيمان).....لقد كنت مخطوبة وفسخت خطبتي منذ خمسة شهور.....
<<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>
خانتني دموعي وظللت ابكي....لم اقرأ كلمات (ايمان) او استفساراتها.....كنت اريد ان انزل هذا الثقل عن كاهلي واحكي لها كل شئ......مرت حياتي امام عيني.....هذة السنوات....ماذا كنت وماذا اصبحت.....وحبيبي يقف بوجه متجهم يحدق بي...عيناه تلومني.....يحرقني الذنب....اسقط في اغماءه من الذكريات....


يتبع......


حتى هنا ينتهي الفصل الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fallh.ahladalil.com
~ تؤبر تسبدي ~
! المـدير العـام !
! المـدير العـام !
~ تؤبر تسبدي ~


المشاركات : : 418
- وينكْ فيهِ ! : في بيـتـأا
- مزآجكْ ! : ازحف تنحـف

مذكرات فتاة شات ((رواية)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات فتاة شات ((رواية))   مذكرات فتاة شات ((رواية)) Emptyالأحد سبتمبر 12, 2010 3:10 am

الفصل الثاني


استلقيت على فراشي واغلقت عيني......اعادتني (ايمان) بكلامها وشخصها ثلاث سنوات إلى الوراء....ماذا حدث لي فبقيت هكذا....وماذا كنت ساصبح لو سلكت هذا الطريق وليس ذاك......لما سار كل هذا؟....هل العيب في أم في اهلي.....هل هو والدي؟.....اهو السبب....ذلك الضابط الصارم الحازم الذي لا يرى في النساء سوى التبعية.......صورته المعلقة في الصالون.....وهو يرتدي البذلة العسكرية....يحدق بمن في البيت بعين الرقابة......حتى من صورته.....ليسير كل شئ في البيت كما رسم له.....توابع...جميعا كنا له توابع....حتى اخواي الوحيدان....(خالد) اخي الكبير الذي قرر أن افضل طريقة للتخلص من سلطة والدي هو ان يكون نسخة منه طبق الأصل.....حتى أصبح مثله يبحث عن توابع.....يصدر الأوامر.....يترقب.....حتى انه اصبح ضابط مثله......حين تزوج تنفست انا وامي الصعداء.....وتبعه بعدها بسنة واحدة اخي (رمزي).....فقد تزوج هو الآخر من زميلته بالجامعة......درس (رمزي) بجامعة في مدينة اخرى مما جعله يعيش خمس سنوات كلية الهندسة بعيدا عن جو هذا البيت الذي يشبه الثكنة.....وحين عاد لم يتحمل.....تزوج سريعا وسافر إلى احدى دول الخليج ليكون له ولأسرته مستقبل افضل..... <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>> اما امي.....فهي برأيي الشخصي كانت افضل شخصية يمكن أن تتزوج والدي.....انسانة بسيطة طيبة القلب لا تريد من الكون سوى ان تكون في بيت بابه مغلق عليها وان تحمل اسم رجل ويكون لها اولاد....اما غير ذلك فلا يهمها في شئ....عاشت لأجل هذا الهدف السطحي....وتوقفت طموحاتها عند هذا الحد.....لم تشاركنا اي من مشاكلنا.....لم تحاول ردعنا عن خطا او توجيهنا لصواب سوى بجملة عابرة.....او جملتها الشهيرة (لو علم والدك لقتلك)....وهذة الجملة كانت كافية لاعدامنا واقفين امامها......امي كانت بالنسبة لي انسانة هامشية....لوبكيت على صدرها لما سألتني عن السبب....ولو ضللت الطريق لما اعادتني للطريق الصحيح.....لأنها ربما كانت تجهل المبادئ التي ربانا عليها والدنا بالقوة.....ولم تكن تدري الحكمة منها فكانت تكتفي بالصمت او تكرار كلام والدي كالببغاء......بحكم وظيفة والدي كان يسافر اشهر طويلة بعيدا عن البيت ويعود ايضا اشهر طويلة.....فكان اخواي يعيشان حياة مختلفة بين هذة الفترة وتلك....فترة من الحرية المطلقة....وفترة من السجن مع الأشغال الشاقة.....




اما أنا....طوال هذة السنوات كنت انسانة مهدرة.....بلا شخصية......اسمع منهم ما يجب ان اسمع....اما ما لا يجب ان اعرف فليس هناك سبيل في الكون ليوصله إلا عقلي......كان هناك الكثير من الغضب والرغبة في التمرد القابعة بداخلي.....طمستها اغلالي في بيت يحكمني فيه ثلاث رجال.....وليس واحد فقط.....لم أكن اعرف حقا كيف اصبح انثى....اجبرت منذ الصغر على حجاب لم افهم معناه......كنت اعتبره مجرد قماش يخنقني ولا يسمح لي بعمل التسريحات التي احبها في شعري لأكون مثل زميلاتي اللاتي في سني....وحين كبرت واصبح الحجاب موضة....اشكال والوان وابداعات في رسم قماش الحجاب فوق الرأس.....كان الفرمان التالي وهو ان ارتدي عباءات...وطُرح تصل إلي ما قبل سرتي!!.......كنت امقت ما يجب على ان ارتدي....كنت احس اني وسط زميلاتي دون ان اكون وسطهم....وكأني لست مثلهم....ما يفرحون به لا يمكنني أن افرح به.....الألوان الجميلة المتميزة.....الموضات المختلفة..... <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>الرسومات الرقيقة فوق كل ثوب.....الورود التي يصنعوها على رؤسهم من قماش الطرح......كل شئ كان يبهرني....ولم يسمح لي إلا فقط بالمشاهدة.....طلاء الأظافر اللامع.....المكياج بمختلف انواعه....لم اشعر اني انثى.....ولأنعدام وجودي في البيت لم يكن بوسعي حتى ان اشعر اني رجل....كانت صديقاتي يظنون اني شديدة التدين في حين اني لم اكن كذلك على الأطلاق...فهو مجرد مظهر اجبرني والدي عليه....ولو اتيحت لي الفرصة لخلعته كاملا.....لم أكن استطيع ان اجد شيئا اتحدث فيه معهن....فكنت صامتة دوما اكتفي بالمشاهدة....زادت انطوائيتي كلما زاد اختلافي عنهم وتشدد اهلي علي....حتى انني نسيت كيف يكون الكلام....حين يوجه لي اي احد اي كلام....تتعثر الكلمات فوق لساني....وافقد صوتي بشكل غريب.....كنت اشعر بنظرة زميلاتي لي وكاني كائن فضائي من كوكب آخر....كنت اتمزق من شفقتهم علي.....وكان هذا كفيلا بقتل أي ثقة في النفس بداخلي....فمن يمكن ان يشعر بوجودي وسط هؤلاء البنات....من الرجل الذي يمكن ان يتطلع لي....وانا بهذا الشكل....مجردة من اي زينة.....لم اكن ابالي كثيرا حين كنت في المرحلة الثانوية....ولكن حين دخلت الكلية بدأت اشعر اني افقد انسانيتي بالوقت.....أن حياتي ليست ملكا لي بل هناك من يرسمها بالنيابة عني ولست ادري لما يجب علي أن انصاع.....حين جاءت لي كلية العلوم في مدينة اخرى وقد كنت آمل الالتحاق بها ففؤجئت أن هذا حلم غير وارد الحدوث لأن الثلاث رجال ببيتي لا يمكن أن يسمحوا لامرأتهم ان تذهب مدينة اخرى....فانتهى كل جهدي ومستقبلي على كلية الشعب كما يسموها...(كلية التجارة)....شعرت بحنق شديد حين دخلت من بوابتها اول مرة....لم اختارها ولم يكن في بالي يوما ان التحق بها.....ولكن من قال انه يمكنني الأختيار....شئ ما بدأ يفور بداخلي شيئا فشيئا حين دخلت عالم الجامعة....الرحلات التي كانت تضم زملائي ويضلون يحكون عنها بعدها باسبوع كل يوم وكل ساعة عن مدى المتعة التي تلقوها فيها....وينظرون إلي بعين الشفقة يقولون..(مؤسف انك لم تكوني معنا ضيعتِ نصف عمرك)....ضيعت نصف عمري...كانت تلك الجملة تؤرقني....اني اضيع عمري.....لم يسمح لي طوال سنين الكلية كاملة ان اذهب لأي رحلة.....ولا الخروج منفردة مع صديقاتي....او زيارة احداهن في بيتها....او الذهاب لأي مكان بعد انتهاء المحاضرات.....لم يكن مسموحا لي بأي شئ آدمي....فكنت كلما اُقترح علي اي شئ تنفر نفسي منه لأني واثقة ان والدي او اخوي لن يقبلا....



بدأ برعم قلبي يتفتح....وبدأت عيناي تتطلع إلى الجنس الآخر....الشباب....زملائي.....ولكني لاحظت اني بخلاف جميع زميلاتي.....لا يتطلع أي منهم إلي.....فلم يفكر في أي زميل....ولم يحاول التقرب مني اي زميل....ولم يتطلع لوجهي اي رجل مرتين.....وكلما كنت اسمع عن القصص الغرامية لكل واحدة من زميلاتي كنت اشعر شيئا فشيئا ان هناك خطأ ما في.....كنت اتألم كثيرا حين يعجبني زميل فأجده يعجب بزميلة اخري....وكان الأمر اكثر الما حين تتزين لتقابله....بينما ليس من حقي حتى أن اتزين لكي اثير انتباهه.....وكأني كاملة...عورة يجب اخفاءها لعل احدا لا يحس بوجودها....وكان لأهلي ما ارادوا....فأنا نفسي لم اكن احس بوجودي..... <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>كنت اشعر ان حياتي كلها عبارة عن مشاهدتي لحياة الغير وهي تتقدم بينما انا واقفة في مكاني للمشاهدة فحسب.....كان الغضب يزداد اكثر واكثر بداخلي...كنت أحس اني على وشك الأنفجار في اي لحظة.....لكن (آية)....فقط هي من كانت تقف بجانبي.....



(آية) كانت ابنة لصديقة لوالدتي.....كانت فتاة ممتازة....عاقلة ومتدينة وطيبة القلب وحنونة للغاية....استطاعت ان تجعلني ارتبط بها كثيرا وافتح لها قلبي...كانت تتالم لحالي ولكنها ابدا لم تفشي اسراري.....كانت تحاول دوما مؤازرتي ومساعدتي.....كما انها كانت ترتدي العباءات ايضا.....كانت تخرج معي لتختاار لي على ذوقها.....كانت تحاول دوما ان تخرجني مما انا فيه عن طريق اخباري انها هي ايضا فيه.....ولكنها كانت تعرف الفرق الشاسع بين حرياتها وحرياتي...وبين اهلها واهلي....ولكنها كانت تحاول دوما ان تشابه بيني وبينها.....لم يكن كل هذا يهمني فمنذ عرفتها انطلق لساني معها...فقد كنت ارتاح لها كثيرا...حتى انها كانت الوحيدة التي يتركني اهلي ازورها في بيتها.....وكانت تتركني استعمل حاسوبها فأنا في بيتي لا استطيع الجلوس على الحاسوب اكثر من ساعة واحدة في اليوم بسبب اخوتي.....كما انها علمتني الكثير من برامجه وكيفية التمتع به.....كنت احب (آية ) كثيرا فلقد كانت بالنسبة لي نافذة للهواء في غرفة حياتي الخانقة.....وبقيت علاقتي معها تتوطد اكثر واكثر بعد تخرجي من الكلية........




أتذكر تلك اللحظة التي عدت فيها من زفاف اخي الى البيت....حيث سافر والدي لعمله في الصباح التالي....ولم يعد احد من اخوي في البيت.....وبقيت انا وامي فجأة وحدنا.....شعرت بشعور غريب جدا......شعرت بفيض كبير من الحرية لست ادري ما افعل به....فقد اعتدت على كلمة ممنوع....على ان كل شئ غير مسموح.....اعتدت على الطاعة.....لكن كل زمرات التمرد بداخلي وصلت لأقصى الحدود.....البيت كله صار لي......وغرفتي والغرف الأخرى....وجهاز الكمبيوتر.....حياتي كلها تغيرت كليا حين تزوج شقيقاي......فلم تمانع والدتي من زيارة صديقاتي لي في بيتي.....صحيح لم يكن لي آن ذاك اصدقاء سوى (آية).....ولكن حين جاءتني وجلسنا سويا في غرفتي نتحدث.....كانت من اجمل لحظات حياتي......اقترحت علي ان انقل جهاز الكمبيوتر إلى غرفتي فلم يعد احد يستعمله غيري.....وهذا ما فعلته بالضبط..... <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>واخذت سلك النت من نافذتي.....اصبح بأمكاني استعمال الجهاز متى شئت وكيفما شئت....وليس هذا فحسب بل اصبح بإمكاني ارتداء ما شئت من الثياب في منزلي.....ووضع ما شئت من المكياج.....عمل كل شئ اريد.....حتى الخروج....لم تكن والدتي تمانع طالما هو في ساعات الشمس وليس ساعات القمر......وقررت أن اكسر الأغلال.....واصبح (حبيبة) اخري....




لم أترك صديقة إلا وسألتها عن كل شئ كان ممنوعا عني من قبل.....في المكياج والألوان والملابس البيتية والداخلية وتسريحات الشعر والأهتمام بالبشرة وغيره وغيره.....وفي خلال شهرين....كنت انثى بمعنى الكلمة.....بمجرد ان استيقظ.....اضع مكياجا كاملا......كل ملابس البيت التي اشتريتها من جديد كانت تحمل طابع الحرية الذي اصبحت عليه......اغلقت درج الدولاب الأول على ملابسي القديمة..... <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>وبقيت حتى اكره النظر إلى اللبس الواسع ذو الألوان الباهتة....مشكلتي كانت في ملابس الخروج....ولكن هذة بالذات لم يكن بامكاني تغييرها....كانت حريتي خاصة سرية.....لم يعرف أحد بها....من اسرتي جميعا سوى والدتي.....حتى حين كان يأتي احد لزيارتنا كنت ارجع إلى صورتي القديمة معهم.....واجلس ربع ساعة فقط....واعود إلى غرفتي....لأعيش حريتي كما اريد......لم تكن لي اي رغبة في البحث عن عمل او الخروج من المنزل لأنني كنت فعلا اقدر معنى هذة الحرية ولا اريد ان افوت لحظة منها.....



اثناء زيارة (آية) لي......علمتني كل شئ في جهاز الكمبيوتر....كيف استفيد وكيف ابحث على النت عن المعلومات......الأبحاث....الكتب....لم تعلمني سوى ما هو مفيد لي......سالتها عن كيفية عمل ايميل....فارتني الطريقة....وقامت بأضافة ايميلي الجيدد لديها....وارسلت ايميلي لجميع الأصدقاء المشتركين.....لكي نتمكن من التواصل......وكانت تلك بداية التصاقي بالحاسوب طول يومي.....اشتركت لي على الفيس بوك موقع اللاصدقاء الشهير......وارتني كيف احافظ على خصوصياتي ونهتني على ان اضيف رجل....وخصوصا لو كنت لا اعرفه.....وقامت بدعوة العديد من الأصدقاء ليضيفوني.......(آية) غيرت حياتي.....علمتني كيف اكون اجتماعية....او اجبرتني لست ادري....اعطتني العديد من الكتب....ارسلت لي العديد من اسماء المواقع المفيدة.....ساعدتني في كل شئ.....كانت (آية) لا ترى النت سوى في التواصل مع الأصدقاء الذين يصعب علينا مقابلتهم......واكتساب اكبر قدر من المعلومات والاستفادة......وقامت بالأشتراك بايميلي في العديد من المواقع المفيدة......واخيرا...اشتركت لي في منتدى اسلامي اسمه (منتديات عطا الأسلامية) لكي اعود له في حالة رغبتي بمعرفة اي شئ عن الدين وغيره.....واعطتني اسما مستعارا وهو (مُحبة لله)



كنت سعيدة جدا في البداية.....حيث يمكنني مراسلة صديقاتي....يمكنني ان اكتب ما يعجز لساني عن قوله.....يمكنني ان ارى كيف ابدو لطيفة وصافية....فأكتب فأكون كما اريد ان اكون......لم يعد التلعثم يزعجني فلا تعلثم في الكتابة.....لم يعد الخجل حاجز......شعرت فجأة انه يمكنني الحديث مع من اريد كما اريد دون أن اخاف ان يحكم علي او يتطلع إلى ثيابي اللي تبدو في عيني سخيفة اويشعر أحد حين اكلمه اني مختلفة او من عالم اخر....حين تكلمت على النت وبدأت افهم لغة النت من صديقاتي والكلمات ومعناها اصبحت اتكلم مثلهم.....اخيرا وجدت نفسي مثلهم.....كما تمنيت دوما......ما عدت تلك الفتاة الفضائية......كما اني حين اشتركت في هذا الموقع الأسلامي....وجدت طريقة اخرى للتعبير عن نفسي لم تكن موجودة لدي من قبل.....ففي ذلك المنتدى كان هناك العديد من الأقسام المختلفة....قسم للموضوعات العامة وقسم للنقاش.....وكان للكل حق ابداء الرأي في قضايا مختلفة.....شعرت بسعادة غامرة وبالحرية تسري في عروقي....دخلت وابديت رأيي في اول موضوع صادفني....كتبت ردي وانتظرت بجانبه.....حتى ارى كيف سيعلق عليه الناس....وللمرة الأولى كان رأيي ذات صوت مسموع....ناقشت معي صاحبة الموضوع رايي....ورد عليه بعده العديد من الأشخاص.....شعرت للحظة اني حققت اكبر حلم لي في حياتي....رأيي كان ذات قيمة.....وتم اعلانه على صفحة من صفحات الأنترنت كما انه تمت مناقشته واستحسانه والرد عليه ايضا...... <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>شعرت ان عالم النت هذا هو العالم الذي يجب اان اعيش فيه....فلا احد فيه يقلل مني....بل لا احد يعرفني من الأساس....يمكنني ان اكون شجاعة فيه وذكية ومقنعة وصاحبة رأي.....يمكنني أن اكون فيه كما اشاء.....لم اترك قسما إلا ودخلت فيه....لم اترك موضوعا إلا ورددت عليه.....كان لدينا ايضا قسم لطرح مشكلات الأعضاء الشخصية والعائلية واحيانا العاطفية لكن بشكل رسمي...ومساعدة هؤلاء الأشخاص والرد عليها ونصحهم وتوجيههم للطريق الصحيح.....دخلت هناك وعرضت رأيي في بعض المشكلات فلاقت استحسانا كبيرا....لقد اصبح رأيي مسموعا....ومحبوبا......فلما يجدر بي ان افعل شئ آخر سوى الدخول لهذا العالم الجميل في يومي كله لأحقق ما اعجز عن تحقيقه في حياتي الشخصية.....



لم تأتي لي الجرأة ابدا على دخول موضوع صاحبه رجل......كان هناك شئ ما بداخلي يجعلني اشعر أني لن اتمكن من التعامل مع اي رجل سواءا في الواقع او على النت.....ذلك الحاجز بقي في داخلي ولم تتمكن هالة حرية النت من كسره.....ولكني قررت ذات يوم ان انزل موضوع بنفسي في المنتدى.....قمت بكتابة موضوع بطريقتي عن اختلاف لغات العرب....فكل واحد فينا يتحدث لغة مختلفة....ولكننا جميعا واحد.....وهذا يظهر واضحا في هذا المنتدى وتفاعل اعضاءه سويا مع اختلاف جنسياتهم....موضوعي لاقى نجاحا باهرا.....توالت صفحاته.....وقام رجال ونساء من مختلف الدول العربية بتسجيل اعجابهم به.....حتى جاء مشرف القسم العام......العضو (ديني اولا) وقام بتسجيل اعجابه الشديد بموضوعي.....ووجدت انه ايضا قام بتثبيت موضوعي هذا ليبقى دوما في مقدمة المواضيع......اول موضوع لي تم تثبيته هذا اكبر مما احلم به......كدت اجن من السعادة يومها واخبرت صديقتي (آية) بهذا الأنتصار.....ففرحت لأجلي....واستغربت فرحتي الغامرة.....




كنت اشعر في هذة اللحظة ان حياتي بدأت....وانني احقق اشياء كنت احلم دوما بتحقيقها...في الواقع لم يكن مسموحا لي حتى ان احلم بها.....لكن في هذا العالم الوهمي حققتها وحققت اكبر منها بكثير.....كنت اشعر شيئا فشيئا انه لا شئ في واقعي يجذبني لأعيشه فأنا فيه انسانة لا قيمة لها ولا وجود لها ولا احد يلاحظها......لكن في النت الكل يعرفني الكل يحترمني.....اسمي اصبح الناس يعرفونه....وينتظرونه في مواضيعهم....لم يعد يغريني عالمي بكل مافيه....بل أنني كنت اقضي وقتي بعيدا عن الحاسوب افكر في تلك اللحظة التي سأستعمله فيها لأفعل كذا وكذا وكذا......لم أكن اعلم ان هذا العالم سيدمرني ويدمر كل ماهو جميل بداخلي.....وكانت تلك البداية....حين وصلتني رسالة خاصة في المنتدى من آخر شخص توقعته ان يراسلني.....المشرف العام (ديني اولا)!!

قلبي كاد ينفجر كالقنبلة حين رأيت تلك الرسالة واسم هذا الرجل تحتها......وقفت قليلا وانتبهت لنفسي ولما اعيشه في تلك اللحظة التي كانت وقتها تاريخية....فلقد تلقيت اول رسالة من رجل في حياتي.....ترى ماذا يريد....لم استطع ان انتظر اكثر من ذلك فلما مجال للتفكير....ففتحت الرسالة فورا....
فتحت الرسالة باصابع مرتعشة......وقرأت:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي (محبة لله)
لاحظت في الآونة الأخيرة تواجدك المستمر في اقسام المنتدى جميعا بلا استثناء.....ونشاطك الباهر وآراءك التي تستحق الثناء.....وأحببت ان اسجل هنا اعجابي الشديد بما تفعلين....فقد جاء موضوعك الأخير باسلوبك وبفكرك ليعبر عن مدى تميزك......اردت ان اقول لك اني معك لأقول لك إلى الأمام دوما.....فأنت لديك اسلوب شيق في عرض رأيك...وكنت اتساءل ان كان يمكنك كتابة موضوع فيه اجزاء تاريخية عن الوحدة الوطنية بين العرب....ودور الاسلام فيها.....سيكون هذا رائعا ويمكنك اطلاعي على كل جزء كتبتيه لنتباحث سويا ونتناقش فيه إن لم يكن لديك مانع وإن كان لديك الرغبة....فقد يحقق هذا الموضوع ضجة في المنتدى وتأخذين وسام صاحبة افضل موضوع....وسيسعدني أن تحصلي عليه اختي نتيجة لجهدك وابداعك......انا معك وانتظر ردك
اخوكي في الله (ديني اولا)


وقفت فجأة بعد قراءة الرسالة......كانت كل ملامحي تحمل انتصاري وانبهاري بما وصلت إليه وما اصبحت عليه.....كدت اقفز في مكاني فرحة....وضعت يدي على قلبي فوجدته يدق بجنون.....تسارعت انفاسي....سرت نحو المرآة....فرأيت وجهي احمر للغاية.....تساءلت بداخلي اكل هذا لأني قد اصبح صاحبة افضل موضوع واحصل على وسام ام لشهادة هذا الرجل اني مذهلة ام لأنها المرة الأولى التي اتحدث فيها مع رجل في حياتي......لم اتحدث معه بل هو من ارسل لي....هو من ارسل لي من نفسه....لأنه اعجب بكل ما فعلت.....انه يراني مجتهدة ومبدعة....لا اكاد اصدق......هذا رأيه اذا في.....بل ليس هذا فقط انه يشجعني....ويريد ان يساعدني في كتاب ةالموضوع ليضمن لي الفوز بالوسام.....ليس هذا فحسب بل انه ينتظر ردي.....سأرد عليه....سأرد عليه؟؟؟.....<<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>ماذا سأقول لرجل رائع كهذا....رجل طيب القلب حقا.....يجب ان يمتلئ المنتدى بأمثاله....بل يجب ان يصبح جميع الرجال مثله بهذا الذوق وهذة الثقة وهذة الشهامة......رجعت الى الحاسوب وفتحت ملفه تلقائيا.....اعجبتني الصورة الشخصية الجميلة التي يضعها لنفسه......حصان اسود يصهل.....قرأت المعلومات التي كتبها عن نفسه....لم يكتب سنه.....ولكنه مصري ومن نفس مدينتي....كما انه كتب هوايته....قراءة الكتب الأسلامية والأدبية.....شئ مذهل......شعرت باعجاب غامر بهذا الرجل وبكل ما يفعل....وجلست طوال هذة الليلة افكر في كيفية كتابة رد على هذة الرسالة....ولم استطع النوم....وقررت ان اكتب الرد في اليوم التالي....


هنا ينتهي الفصل الثاني
الفصل الثالث جاااااي يا حلوين
بس شجعوني بالردود عشان احس ان في متابعة
يلا وروني بقى الهمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fallh.ahladalil.com
~ تؤبر تسبدي ~
! المـدير العـام !
! المـدير العـام !
~ تؤبر تسبدي ~


المشاركات : : 418
- وينكْ فيهِ ! : في بيـتـأا
- مزآجكْ ! : ازحف تنحـف

مذكرات فتاة شات ((رواية)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات فتاة شات ((رواية))   مذكرات فتاة شات ((رواية)) Emptyالأحد سبتمبر 12, 2010 3:12 am

الفصل الثالث




كتبت عدة نسخ من رسالتي التي سأرد بها على رسالة (ديني اولا) وكل ما اعدت قراءتها شعرت اني غير راضية عنها وكأني في امتحان.....لست ادري لماذا فلن يقرأ هذة الرسالة غيري وانا اقوم بتعديلها لأقنع نفسي انه لا يظهر شئ منها دليل على اي شئ....واخيرا قررت ارسالها بهذا الشكل :
الى اخي (ديني اولا)
اشعر بالسعادة لما قرأته في رسالتك......شكرا لتشجعيك لي وانا على استعداد لفعل المزيد والمزيد من اجل هذا المنتدى الرائع الذي ارتحت لكل من فيه.....فيه اسرة متميزة واناس طيبون مثلك يشجعون من هم مثلي.....وسأقوم بجمع المعلومات الكافية عن الموضوع الذي طرحته في رسالتك وساقوم بكتابة اول مرحلة منه وارسالها لك في اقرب وقت.....اشكرك جزيل الشكر وسابذل ان شاء الله كل ما بوسعي.....
اختك (محبة لله)

كانت الرسالة تبدو لي وقتها عادية....في حين اني كلما ارجع إليها بالذاكرة ارى كم السذاجة الذي في حروفها....والسعادة التي لا تستطيع ان تستتر في سطورها.....سعادة غير واضحة السبب.....لم تتوقف الرسائل عند هذا الحد......فلقد كان علي جمع المعلومات في خلال يومين مثلا....لأبدأ بكتابة الموضوع......ولكن العضو (ديني اولا) لم يتركني هذان اليومان....ارسل لي ردا على رسالتي.....وقال انه لم يجاملني قط بل هو حقا معجب بمجهودي ويتمنى لو ان جميع الأعضاء مثلي في الأجتهاد والرغبة في العطاء دون حساب واني حقا استحق هذا الوسام.....فقمت بالرد عليه محرجة ومضطرة....في حين اني كنت ابحث في ذاتي عن سبب يجعلني ارسل له.....فلم اكن ابدا مضطرة......وفي اليوم التالي ارسل لي بعض اسماء المواقع التي يمكن ان اجد فيها معلومات تفيدني في الموضوع.....وبدأ يساعدني كثيرا....حتى كتبت اول جزء من الموضوع وارسلته له.....فلاحظت ان حجم الرسالة التي في المنتدى لا تتسع لكل هذة الحروف وهذة الأسطر,....فأرسلتها له على دفعات..... ؟؟؟.....((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب))اعجب بالجزء الأول وحين ارسل لي التعديلات....ارسلها لي ايضا على دفعات.....كنت كلما ادخل المنتدى اجد مكتوب لدي (لديك خمس رسائل غير مقروءة)......فكنت اعلم انها جميعا منه.....واسارع بفتحها.....وذات مرة ارسل لي رسالة توقفت عندها طويلا حين قال :
اختي (محبة لله)
موضوعك يحتاج للكثير ومازال لدينا العديد من المعلومات التي يجب ان نضيفها بشكل احترافي....كنت اريد ارسالها لك ولكن حجم الرسالة هنا لا يتسع.....وهذة مشكلة تواجهني واياكي.....من المتعب حقا ارسال المعلومات على عدة رسائل....افضل لو ارسلناها دفعة واحدة على صفحة الأيميل.....إن كان هذا مناسب لك فهذا هو ايميلي (...)....وإن كان هذا يضايقك فاعتبريني لم اقل اي شئ......واخبريني فاواصل ارسال المعلومات هنا كنا تحبين.....
اخوك

لم اقف مع نفسي كثيرا يومها فلقد كان بالنسبة لي فكرة احراجه او ارهاقه بشئ يعني الجنون....فأرسلت الموضوع كاملا على ايميله من ايميلي......وهكذا استمر الحال......كنت اقنع نفسي ان لا شئ خطأ هنا فهو يكتب لي برسمية ولم يخرج باي كلمة عن الموضوع في رسائله.....حتى انتهينا من الموضوع وقمت بانزاله.....قام (ديني اولا) بالرد كأول شخص على موضوعي.....مما جذب الباقي اليه.....وحقق موضوعي نجاحا فوق الوصف....تم اختياره وموضوع لعضو اخر ليكسبا وسام افضل موضوع.....ولكني اعتقد ان هذا المشرف (ديني اولا) قام بارجاح دفتي.....وكان له ما اراد فلقد دخلت النت بعد ثلاثة ايام....وفتحت ايميلي اولا....فوجدت رسالة (ديني اولا) يقولي لي فيها:
اختي (محبة لله)
انا سعيد ان انقل لك هذا الخبر بنفسي فلقد تم اختيار موضوعك كافضل موضوع في المنتدى كاملا وتم اعطاءك الوسام وكتابة اسمك في صفحة المنتدى الرئيسية.....وسعيد ايضا اني اول من يهنئك بهذا.....تهانينا اختي وإلى الأمام انا واثق انك تستطيعين اعطاء المزيد والمزيد......انتظرك في المنتدى....
اخوك
لا يمكن لأحد ان يدرك كم افرحتني حروف هذة الرسالة.....ربما لأني وجدت فيها سعادة حقيقية من رجل لا يعرفني....سعيد لأجلي....ساعدني دون ادنى سبب.....وفرح جدا لأجل فوزي ويريد ان يكون اول من يهنئني.....كما ترددت بداخلي كلمته الأخيرة...انتظرك في المنتدى....بدى لي كموعد.....ضحكت بخجل بيني وبين نفسي.....هناك من ينتظرني.....فتحت المنتدى بسرعة البرق.....ورأيت اسمي والوسام.....ووجدت اسمه في الحاضرون الآن.....فأرسلت له الرد في المنتدى.....كنت سعيدة للغاية وقمت بشكره بكل الكلمات التي اعرف والتي لا اعرف......ولم ابالي باي رسمية او عفوية.....ولم اهتم ماذا يمكن ان يفهم من حروفي حتى اني لم اراجع رسالتي.....كنت سعيدة حقا ولم يهمني شئ؟؟؟.....((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)).....حين عرفت (آية) باخذي الوسام فرحت لأجلي كثيرا....لكني لم اذكر لها الجزء الخاص بأنه ساعدني....لا ادري لماذا شعرت انه شئ خاص بي لا احب ان اذكره.....ولكني من هذا اليوم....كلما دخلت المنتدى ووجدت هذا العضو....لا بد ان ارسل له تحية....وانتظر رده عليها ثم اتابع المنتدى كما اريد....كنت اعشق الدخول إلى مواضيعه.....والرد عليها بكل حماس والتنويه عن تميزه...وكان يرد لي المثل في مواضيعي.....شعرت اني اعرفه ولا ادري لماذا...اعرفه دون ان اعرف شيئا عن شخصه.....حتى جاءت منه الرسالة التي غيرت كل شئ بيني وبينه.......فقد وصلتني على ايميلي رسالة منه برغم اننا غالبا نتراسل على المنتدى.......الرسالة هي :
اختي (محبة لله)
لم اسألك من قبل كم مضى عليكِ في عالم المنتديات.....ولكني حقا اقدرك كعضوة وكأنسانة......ولا أريد لمجهوداتك ان تقتصر على هذا المنتدى فحسب.....هذا عنوان منتدى اخر انا ايضا مشرف فيه يسمى <ملتقي القلوب>....وهذا هو الرابط الخاص به (....)........ارجو ان تتصفحيه وان تخبريني ان كان لديك الرغبة بالتسجيل فيه.....انتظر ردك.....
اخوك


كنت اعشق كلمة انتظر ردك.....كانت تشعرني باهميتي......وباهمية وجودي لديه واهمية رسائلي التي لم اشعر قط ان لها اهمية.....فتحت المنتدى....فوجدته مختلف تماما عن منتدانا الأسلامي قاتم الألوان والذي فيه القليل من الأقسام الغير اسلامية والتي تتضمن النقاش والمواضيع العامة فقط....اما المنتدى الجديد فكان كله بالألوان الأحمر والاصفر....والقلوب هنا وهناك......اسماء الأعضاء غريبة ومختلفة فيها الحب صارخا وواضحا....اقسام عديدة تبدو لي ممتعة وجديدة....اقسام للمرأة والمكياج واقسام للاغاني والأفلام واقسام لقصص الحب وللشعر واقسام للألعاب....شئ مذهل...... ؟؟؟.....((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب))بحثت عن اسم (ديني اولا) فلم اجده وخطر ببالي انه ربما لم يسجل بنفس اسمه.....فكرت انه حقا من المستحيل لي التسجيل بنفس اسمي....قرأت اسماء العضوات في هذا المنتدى وشعرت بداخلي بالغيرة منهن.....والرغبة في تقليدهن.....كنت اريد اسما رومانسيا لنفسي......ارسلت للعضو اخبره بموافقتي على التسجيل ولمحت إلى حيرتي في اختيار اسمي....وسألته عن اسمه في هذا المنتدى.....وانتظرت رده فقال :
اختي (محبة لله)
كم انا سعيد لموافقتك في الأنضمام....لأصدقك القول فهذا المنتدى هو مكاني الأساسي....ولن اخبرك باسمي فستكتشفينه بنفسك حين تسجلين.....اما عن اسمك في المنتدى.....فلست ادري ان لي الحق باختيار اسم لك...ولكن دعيني افكر معك......اخبريني ماهي الأسماء التي تخطر في ذهنك وساقوم باخبارك الأفضل.....
اخوك



******


اخي (ديني اولا)
لا بد وان انضم فقد احببت المنتدى من اول وهلة....ولم افهم كيف ساعرف اسمك بمجرد تسجيلي....ولكني حقا حائرة في اختراع اسم لي وكنت اتمنى حقا لو انك تساعدني....افكر في (فتاة من عالم اخر)....(عروس البحر)....(السندريلا)..... (الأميرة).....لست ادري اشعر بسخافة هذة الأسماء للغاية.....واشعر بالخجل....ولكني واثقة انك ستتمكن من اختيار الأسم المناسب لي.....انتظر ردك
اختك



******


اختي (محبة لله)
لم اتمالك نفسي من الأبتسام حين قرأت الأسماء التي قمتِ باختيارها....وليس ابدا لسخافتها بل لطفولتها وبراءتها......(عروس البحر) اعجبني....ولكنه يبدو لي طويلا....لدي اسم لك....وهو.....(حورية).....اراه مناسب لك.....هادئ ورقيق وقصير ومعناه قوي....سيناسبك كثيرا وسينجح في اشتهارك.....إن لم يعجبك ارجوكِ لا تتردي في اخباري ولا توافقي عليه لمجرد احراجك مني...اتفقنا.؟....
اخوك

احببت كثيرا هذة الرسالة......فلقد شعرت فيها بالألفة بيني وبينه....وجلست طويلا سارحة في ملامحه وهو يبتسم حين يقرأ رسالتي.....سحرني اسم حورية وسرحت مع نفسي.....بين حورية وكلمة حرية حرف واحد..... ؟؟؟.....((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب))وهذا ماكنت ابحث عنه تحديدا وقمت فورا بالتسجيل به....وما هي إلا اربع دقائق.....حتى وجدت اول رسالة تصلني.....كانت من عضو اسمه (ماستنج).....لم افهم هذا الأسم...دخلت فوجدت رسالة تقول :
اختي العزيزة (حورية)
اهلا وسهلا بك بيننا.....واتمنى ان تجدي الراحة هنا والسعادة....هل عرفتني؟.....انظري لهذا الرابط (....) فيه صورة جميلة جدا ستكون رائعة لك كصورة شخصية.....عليك الآن دخول قسم الترحيب بالأعضاء الجدد واكتبي موضوعا خاصا بك....لأرحب بك الترحيب الذي يليق بك.....
ملحوظة.....ارى في عينيكِ سؤال ما معنى ماستنج؟.....هو اسم لنوع اصيل من الجياد......اراكِ الآن تضحكين.....ربما لأني قرأت افكارك......اوه.....ها انا افعلها ثانية.....ههههههههههههه......اهلا بك مجددا
اخوك

ضحكت ملئ قلبي بهذة الرسالة الساحرة.....كيف يستطيع ان يقول ما افعل...وكيف توقع كل هذا.....هل فكر فيّ فعرف ما كنت سافعل؟....فعلت كل ما طلبه مني ووضعت الصورة التي ارسلها إلي ولقد اعجبتني جدا في الواقع....وضعتها صورتي الشخصية......وذهبت فقمت بوضع موضوع الترحيب الخاص بي....وكان هذا العضو هو اول من يرحب بي.....وضع لي العديد من الصور الرقيقة كترحيب بي ففرحت للغاية.....وكان بعده طابور من المرحبين.....بدى لي هذا المنتدى يحمل عدد اكبر بكثير من اعضاء المنتدى السابق...بدى لي اكثر جمالا وتفتحا.....بدى لي الكل ودودا......جميع الفتيات رقيقات....جميع الرجال جنتلمنز.....احببت المكان للغاية....واكثر ما احببته في هذا المكان....هو الطابع الرائع الذي اخذته رسائل ذلك العضو لي.....ارسلت له....:
اخي العزيز
لست ادري هل اناديك (ديني اولا) ام اناديك (ماستنج).....ولكني لا اعرف كيف اشكرك على كل ما فعتله لأجلي....المكان هنا رائع للغاية.....وحين تصفحت مواضيعك فؤجئت ان لديك موهبة ادبية جميلة للغاية.....كما انك تكتب الخواطر والشعر احيانا ولديك شعبية كبيرة جدا هنا.....حقا احببت كل هذا.....
اختك



************


عزيزتي (حورية)
لا احب ان تناديني كما يناديني اي شخص لا يعرفني فبرأيي انا اعرفك وقد اثبت ذلك اتذكرين؟....ههههههههه........ارجو ان تناديني عماد.....فهو اسمي.....وارجو ان تخبريني رأيك صراحة في كتاباتي المتواضعة.....فهي مجرد محاولات اقضي بها وقت فراغي واخرج بها ما بداخلي....صدقيني لدي الكثير بداخلي لا اعرف كيف اعبر عنه......حاولي انتِ كذلك كتابة ما بداخلك.....كما هو دون تفكير....سيكون اجمل واجمل.....فاني ارى براءة جميلة هنا باعماق قلبك.....ستحدث ضجة فهي نادرة جدا.....صدقيني....اكتبي.....وسأكتب.....لعل الطريق يصير واحدا.....
عماد

دق قلبي بشدة مع هذة الرسالة.....فلم يقل لي اختي وانما عزيزتي....وقال لي اسمه الحقيقي....عماد....كم احببت هذا الأسم......هذة الكتابات الرائعة هي ما يجول بداخله كم هذا مذهل...استطيع ان اقرا ما يحس به....نعم اشعر اني اعرفه...قد لا اتنبأ بتصرفاته كما يفعل هو معي.....ولكني استطيع ان احس به......ترى ماذا كان يعني بأن الطريق سيصير واحدا....هل يقصد طريق الكتابة....ام يقصد طريقي انا وهو؟....أمعقول؟....ان يحس ناحيتي كما احس ناحيته..... ؟؟؟.....((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب))اني افكر به كثيرا جدا....بل الحقيقة أنا لا افكر إلا به....لم اكتب هذا الموضوع الا لأجله.....ولو كان احد اخر قد طلبه مني.....لما فعلت...لم اجتهد كل هذا لأجل الوسام بل لأجل ان انال اعجابه.....لم انل اعجاب اي رجل في عمري كله.....ولم اقابل في حياتي رجل مثل عماد.....كتبت الرسالة ردا عليه.....ووجهي كله حرارة:
عزيزي عماد....
اراه اسم يليق بك......سأحاول ان اكتب وساكتب كل ما احس لعلي في يوم من الأيام اكتب مثلك فكتابتك حقا رائعة,.....اسمي هو حبيبة....لا يختلف كثيرا عن حورية....نادني كما تحب....فجميعهم انا.....ولكن لو اردت رايي....افضل ان تناديني حورية.....ولا تسألني عن السبب....



***********


عزيزتي حورية
حبيبة وحورية......اصبت اذن في اختياري هذا الأسم.....لو كنتِ سجلتي باسم حبيبة لكان ذو شأن.....ولكني سأظل اناديكِ حورية....فهو الأسم الذي اخترته لك....وهو اسمك لدي قبل ان اعرف اسمك.....فأنت حورية....

قرأت هذة الرسالة مرات عديدة قبل النوم......كنت اشعر بشعور غريب حقا......كنت اشعر ان جملته الأخيرة كانت وصفا لي......ولكن عقلي كان يكذبني ويقول فوقي ايتها المعتوهة.....انظري لنفسك بالمرآة....اترين اي حورية؟....ام ترين....مجرد فتاة عادية....لا تحمل شيئا جديدا مميزا.....لو نظرت إليها لما شعرت بشئ وكأنك لم تنظر اساسا إليها....لكن لا يهم....اريد ان اكون اليوم سعيدة.....فأنا حقا لم اكن اعرف ماهي السعادة قبل اليوم.....

في اليوم التالي.....دخلت لأكتب رسالة لالقاء السلام على عماد كعادتي ولكني لم اجده....انتظرته....والساعات تتوالي...دون جدوى....لم يأتي.....كانت ساعات هذا اليوم هي الأطول علي في حياتي كلها.....شعرت بشعور قبيح للغاية...ولدهشتي شعرت بقلق شديد عليه.....لم اتمكن من النوم يومها....الأغرب ان سألت نفسي لو اني فعلت شيئا احزنه او اغضبه ظلت الوساوس تنهشني حتى نمت مرهقة.....وحين صحوت لم اكل افطاري.... ؟؟؟.....((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب))ولم تسألني والدتي عن السبب....اتصلت بي (آية) لتطلب إلي الخروج معها لشراء ثوب جديد لها وقالت لي انها مناسبة مهمة وخاصة...لم اهتم فقد كان لدي ما يشغلني وطلبت إليها تأجيله للغد......دخلت النت.....وحين دخلت المنتدى وجدت عماد......وقد ارسل لي رسالة يقول لي فيها صباح الخير.....وجدتني بلا سبب حقيقي اسأله اين كان يوم امس فقد شعرت بالقلق فهي المرة الأولى التي لا اجده فيها......فرد :
عزيزتي حورية
كم انا سعيد لأن الحورية قلقت علي.....وقد كان هذا خطاي اعتذر عنه فلقد انشغلت مع مجموعة من اصدقائي....حضورا إلى بيتي وقضينا الليلة معا فلم اتمكن من دخول النت......من الآن فصاعدا سأخبرك قبل ان اغيب حتى لا تقلقي....وحتى اتمكن من مصالحتك....سافعل شيئا قد يدخل السرور لقلبك الرقيق هذا....بعد ان تصلك رسالتي تطلعي لشريط إهداءات المنتدى في الأعلى.....
عماد

فرحت كثيرا وفتحت الصفحة الرئيسية بما فيها فوجدت عماد قد كتب لي في شريط الأهداءات....((احيي اعضاء منتدى ملتقي القلوب جميعا....واخص بالتحية العضوة المتميزة حورية....لك اجمل صباح))....وقعت في حبه في رمشة عين....كان كل شئ فيه يثيرني.....كان رائعا للغاية.....كنت اقرأ كلماته في الحب....وعذابه....فأشعر بأن من يحبها محظوظة ايا كانت.....لأنه يستطيع ان يهيدها ما شاء من كلمات....تمنيت من كل قلبي لو اني هي.....لم اكن يوما اجيد كتابة الخواطر مثلهم.....ولكن من كثرة قراءتي للمواضيع الأدبية في القسم تمكنت من كتاب اولى كلماتي في موضوع قصير منفصل اسميته كلمة سرية:
كلمة سرية احملها في قلبي.....
ينطقها لسان حالي بيني وبين نفسي كل يوم حين اراك....تلك الكلمة تعذبني.....فهي تصفك بداخلي وانت لا تدري....حائرة انا بين لطفك وجديتك......بين ودك وبين رسميتك......لا ادري ايهما يعنيني وايهما ليس لي......ولكني اعلم كل يوم اني احبك اكثر....ويعلو صوت تلك الكلمة السرية بداخلي.....
حبيبي..حبيبي....حبيبي

كان هذا الموضوع يبدو تافها جدا مقارنة بالمواضيع الأخرى ولكنه اثار شيئا ما في تصرفات عماد.....ترى هل قرا اسمه بين حروفي.....هل لاحظ انه شعوري اتجاهه؟......لست ادري ولكنه اثنى كثيرا على موضوعي.....ووجدته في اليوم التالي.....يخبرني انه سيغيب لسبب لا يستطيع اخباري به الآن....شعرت بالملل وبالكآبة بدونه.....فلم ادخل المنتدى وظللت احدث صديقاتي على الأيميل حتى مللت.....جلست بيني وبين نفسي...افكر.....لا افكر في شئ سوى في عماد وحده.......كانت تلك اخر ايامي سعيدة وهانئة وخالية الهموم.....وقد بدا من اليوم التالي طريقي نحو الهاوية.....

تلقيت رسالة على الأيميل في الصباح الباكر من عماد يعطيني فيها رابط لموضوع له.....وقال لي حين تقرأين الموضوع ادخلي على الرسائل الخاصة....فوجئت.....دخلت الموضوع اولا....حتى قبل ان اسجل في المنتدى.....كانت فيه اجمل كلمات قرأتها بحياتي.....خاطرة تحمل اجمل كلمات الحب...والرقة...عن فتاة سلبت لبه....واخرجته من دنيته الخاوية.....توقفت عند اخر الكلمات....ودمعت عيناي....كانت : (وقلت لنفسي هي التي كنت ابحث عنها.....هي الحبيبة....حبيبة قلبي.....ساناديها دوما....حبيبة....)
اسمي كان هناك.....لابد واني احلم....هذا غير معقول.....حفظت الموضوع لدي في جهازي.....ودخلت الرسائل الخاصة كما طلب مني....فوجدت رسالته تنتظرني منذ الفجر......هكذا كان توقيتها.....كان عنوانها صباح الخير....
حوريتي.....ايتها الغالية
قد تدرين...قد تشعرين بما اشعر به نحوك.....سنحترق انا وانتي بنار الحب.....وسأحبك حتى اخر يوم في عمري.....فما قولك؟

هنا ينتهي الفصل الثالث
الرابع قريبا ترقبونا وشجعونا حتى انزل يا جماعة يا حلوووووين
وروني وين لمتابعة وين التشجيع
وين آرائكم عن الفصول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fallh.ahladalil.com
~ تؤبر تسبدي ~
! المـدير العـام !
! المـدير العـام !
~ تؤبر تسبدي ~


المشاركات : : 418
- وينكْ فيهِ ! : في بيـتـأا
- مزآجكْ ! : ازحف تنحـف

مذكرات فتاة شات ((رواية)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات فتاة شات ((رواية))   مذكرات فتاة شات ((رواية)) Emptyالأحد سبتمبر 12, 2010 3:14 am



الفصل الرابع


لو ان للفرح كأس....فلابد اني تجرعته دفعة واحدة.....لو أن للفرح طعم.....فلابد انه هذا الطعم الذي يسري في كل خلية في جسدي....لو أن للفرح صوت...لكان صوتي اغني باسم عماد.....اعترف لي عماد انه يحبني في رسالة على المنتدى....اذكر اللحظة التي فتحتها فيها جيدا وكانها الأمس.....اذكر كيف وضعت يدي على فاهي لأغطي فتحة دهشتي....اذكر كل المشاعر تتزاحم هنا في داخل صدري ونفسي.....شئ ما تغير في الكون.....لا لقد غادرت الكون توا...ودخلت عالم ساحر لا ارض فيه ولاسماء....ماكنت احلم ان ينظر إلي رجل بعين الأعجاب....وهاقد جاءني اقوى اعتراف بالحب وبدوامه للابد....كيف كان بإمكاني استيعاب مثل هذة الصاعقة....مثل هذة الفرحة.....انا تلك الفتاة.....الساذجة....صاحبة اكبر قلب خاوي في الوجود.....يدخله الحب من حيث لا يدري.....هكذا فجأة.....كنت بلا حياة....كنت بلا هدف....كنت بلا معنى....وفجأة تغير كل شئ....وصار لوجودي معنى.... ((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب))صار الماضي وكل ما يحمل من الم وصعوبات وقسوة كالرماد....صار المستقبل فجأة كلوحة فنان عبقري.....مزينة بالألوان والحب.....لست ادري كيف اصف شعوري وقتها.....غير اني فعلا اصبحت انسانة اخرى بحياة اخرى ابتدأت للتو....


كان ردي ملئ بدهشتي.....ملئ بحيرتي....وملئ بحبي....حين ارسلت له رسالة:


عماد
على رسلك
فاجأتني بهذا الأعتراف كثيرا
مهلك على قلبي......فلابد انك عرفت....كم هو يحبك.....


ضغطت على زر ارسال....وصرت اضحك....بصوت خافت....واضعة يدي على شفتاي ويدي الأخرى على صدري....من اين تأتيني سهام السعادة.؟....أهناك حقا من مات من شدة الفرح؟.....ربما أُصاب الآن بنوبة حب قلبية......تودي بي....جلست ثم وقفت...ثم لففت حول نفسي....ثم عدت للجهاز من جديد وتلقيت رده....


ياحورية القلب
يا حبيبة عماد
كيف فاجئتك باعترافي؟...
الم تلاحظي كل هذا من كلماتي....من همساتي....من اعترافاتي في قسم الأدب.....الم تلاحظي هذا في ردودي عليكِ.....متى تدخلين على النت كل يوم؟....فلن ادخل هنا إلا اذا كنتِ موجودة.....يا كل حياتي....



شئ ما في كلماته سيقضي علي.....هو يحملني حقا مالا طاقة لي به من الحب.....كأن قنبلة حب انفجرت فوق رأسي.....فاردتني اشلاء هنا وهناك....لم اعد قادرة على لملمة نفسي......ولم اعد مطلقا قادرة على حمل عقلي على التفكير فلقد كان قد تخدر كليا.....سمعت نداء والدتي.....لنذهب ونزور صديقتها في المستشفى....كدت اجن فلقد نسيت كليا....هذا اسوء وقت يمكن ان ارحل فيه.....ارسلت رسالة سريعة لعماد وقلت:




سأضطر للأغلاق الآن.....ولكني ساعود لاحقا وساكتب لك كل شئ....اكتب لي رسالة ارجوك....لأفتحها غدا.....اكتب لي فيها كل شئ بداخلك واي شئ وسأكتب لك رسالة وارسلها لك واكتب لك فيها كل ما يدور بداخلي....ساظل افكر بك كل لحظة.....ولن اسمح لشئ في العالم ان يمنعني عنك......
يا حبيبي



اغلقت الجهاز....اعدت ارتداء ثيابي اكثر من مرة فكنت كل مرة ارتدي شيئا بالمقلوب او في غير مكانه....حقا لم اكن ارى اي شئ سوى كلمات عماد......كان عقلي وقلبي فارغين من كل ما في هذا الكون إلا هو....لم يسبق لي ان شعرت بشئ كهذا.....كان كل شئ جديد علي....ماكل هذة السعادة....ماكل هذا الفرح واللهفة....اني مشتاقة بشدة إليه منذ الآن.....هل كان يجب على صديقة والدتي ان تذهب الى المستشفى في مثل هذا الوقت؟؟؟.....كأنها تتعمد اذلالي....اريد ان اكون مع عماد الآن....اريد ان اكلمه لست ادري في ماذا ولكني سأجن حتى اكون معه......استعجلتني والدتي وذهبت معها...... ((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب))كنت طوال الطريق في صمت مطبق وكأن على رأسي الطير.....كنت حقا سارحة خارج نطاق الكون.....انظر إلى السماء واكلمها وكأنها سترسل كلامي لحبيبي.....افكر ماذا يفعل في الوقت الحالي.....هل من المعقول ان يفكر بي مثلما افكر به في نفس التو واللحظة؟؟؟......لاشئ في رأسي سوى صور لجهاز الكمبيوتر امام عيني وشكل رسائله وكلماتها تتكرر في ذهني....لم اشعر باي شئ ولا باي كلام يقال لي او امامي.....كنت اشعر انني احلم.....ان سعادتي لابد ان تكون مجرد حلم يقظة او امنية اتخيلها كما افعل دوما لشدة ما كانت حياتي فارغة...فاتخيل حياة اخرى واعيشها بيني وبين نفسي.....لم يكن هناك اي دليل على ان ما حصل قد حصل في الواقع حقا.....سوى ان صديقة والدتي حين رأتني قالت انني ازدت جمالا واشراقا وتوردا بشكل كبير.....هذا تأثير كلمات عماد دون شك....فلا شئ يجعلني جميلة سوى الحب......



حين عدت للبيت حبست نفسي في غرفتي ولم اخرج مطلقا حتى للعشاء...دخلت على المنتدى مباشرة فوجدت رسالة بانتظاري....تقول:



يا حبيبة عماد....
انتظري
لا ترحلي قبل ان اودعك......احبك يا اعظم مخلوقة...



شعرت بقلبي يعتصر....لقد ودعني وقد كنت قد رحلت.....من الآن فصاعدا لن ارحل قبل ان يأذن لي....كيف لي ان اضيع لحظة كهذة.....جلست اكتب واكتب....كتبت له رسالة من اربع صفحات......اصلها كان سبعة....لكني حذفت منها الكثير....واختصرت منها الكثير....خفت ان ابدو له كدلو الماء الذي اندلق فجأة.....وكانت اربع صفحات بالنسبة لي رسالة عادية.....كتبت له عني....عن مشاعري....عن احلامي بخصوص رجل احلامي....كتبت له عن تخيلاتي له ولشخصه...كتبت له عن سني كليتي اهلي اخوتي.... ((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب))اختصرت له حياة كاملة في اربع صفحات قبل مجيئه.....لعله يلاحظ بين السطور....كيف اصبحت حياتي ببريق خاص بعد قدومه....وكيف كانت لا شئ قبله.....حفظتها....وجلست على سريري...غرقت في كومة من احلام يقظة لا نهاية لها.....اتخيله مثل ابطال الأفلام...الشاب الطويل الفارع الوسيم....الذي سيبتسم لي سيسير خلفي سيراقبني ساضحك له ضحكة مكتومة.....سيلاحقني سيهمس في اذني احبك!!.....سيراقصني سيحملني يلف بي يدور بي....يااااااه....ما اجمل فرح الحب...ما اجمل الأحلام....انظر للساعة وانا واثقة اني لن انم....وانه يفكر بي....انظر لكل شئ فيبدو اجمل الف مرة.....انظر لذاتي حتى فتبدو اجمل....ليت الدنيا كلها حب....ليت كل الدنيا عماد.....ليت وليت وليت......


في اليوم التالي....ارسلت رسالتي....وبعد ربع ساعة كان قد حضر....وارسل لي رسالته.....لم يراسلني بمجرد ان دخل فقلقت.....ولكني وجدته يحييني في شريط اهداءات المنتدى امام الجميع.....خفت ان يروا حروف اهداءه مبقعة بلون الحب.....ولكن احدا لم يلحظ شيئا كما ظننت وقتها.....ارسلت له....بحياء...وقلت:


صباح الحب يا حبيبي
كلمات اهداءك جعلت قلبي ينبض بسرعة البرق...كم احبك
اشتقت لك.....ارسلت لك رسالتي الطويلة على ايميلك....ومازلت انتظر رسالتك......كيف انت....



وبعد دقيقتين بالتمام والكمال وصلني الرد...


حبيبة الفؤاد
صباح حب ومساء حب....وعمر من الحب....لك اهدي قلبي في كلمات.....ولكنكِ لم تجيبي اهدائي....ام تخافين اعلان حبك لي امام الكل بشفرتنا؟.....
تلقيت رسالتك واقرأها الآن.....ورسالتي لك ارسلتها....كل يوم بيننا رسالات...تبني حبنا اكثر واكثر....كما هذا رائع....
كيف انا؟.....سؤال غريب....كيف تساليني عني وانتي تسكنيني؟



يالهذا الحب.....احببت شاعر....مهما كتبت كيف سارد على كلماته التي تفتح افاق الخيال....ولا تنتهي بنقطة....بل بنبضة...برعشة....برقصة.....رددت عليه:


عماد الحبيب...
سأكتب لك الأهداء بمجرد ارسال الرسالة فما الذي يمكن ان يجعلني اخاف ان اعلن حبي لك.....بل اني اريد للكون كله ان يعرف اني حبيبة عماد....وعماد فقط
لا تقرأ رسالتي الآن.....اقرأها حين لا اكون معك.....كما سأفعل انا.....وفكر في كلماتها واكتب ردا عليها وانا ايضا ساكتب ردا على رسالتك وارسله لك غدا.....هكذا كل يوم....سيكون غذاءنا هو تلك الرسائل الرائعة.....كما انها على الأيميل افضل...اخاف ان تكون رسائلنا على المنتدى مراقبة كما هو مكتوب في التحذير.....هل تظن ان الأدارة قد عرفت بحبنا؟.....




حوريتي.....
المدير العام للمنتدى هو الذي يملك صلاحية قراءة رسائل الأعضاء....ولم نسمع عن عضو تم طرده بسبب رسالة.....كما انك لا ترين المدير إلا نادرا جدا....ليس له دور حقيقي....امعقول ليس وراءه غيرنا ليقرأها.....لا تكترثي يا حبيبتي..ان اردتي...يمكننا بدل رسائل المنتدى ان نتحدث على الأيميل...ولو انك ذكرتي لي من قبل انك جديدة في عالم النت ولا تحبذين شات الأيميل.....لكني رهن اشارتك....ساكون حيث تحبين ان تكونين.....
رسالتك هي غذائي....وانا جائع لك....ولم استطع الأنتظار امام وجبة شهية مثلها....فتلصلصت ومددت يدي....اتذوق حروف قلبك....حتى ضربتني باصابعك الرقيقة على يدي....فسأكف عن قراءتها حتى تذهبين....فأنت محقة هي الشئ الوحيد الذي سيخفف عني الم بعدك....
احبك




عماد كان دوما عاشق بارع.....وفنان في نقش الحب على جدار قلبي.....لم يُمحى شئ مما كان يقوله لي....حتى اليوم....كل هذة السنوات مضت....ومازلت ارجع لأيامي معه وكأنها الأمس....ولكن ويالغرابة....لم اتمكن قط من استعادة هذا القلب....الذي قابلته به.....قابلت عماد بقلبي الأول.....بفرحي الأول....بلهفتي الأولى....بحداثة شوقي....اخذني بورقة السلوفان....والتهمني على مهل...ليتلذذ.....اخبرني انه يكبرني بعشرة اعوام.....اخبرني انه يتيم الأب ويعيش وحيدا مع والدته يرعاها.....اخبرني عن ذكريات طفولته.....اخبرني عن الشعر...وحبه له....ارسل لي في اول رسائله بيتين احبهم.....اعجبتني اللعبة....فطلبت إليه ان يرسل لي كل رسالة مقطع من شعر يحبه....او كتاب او اي شئ.....لا ادري كيف كان حبي مع عماد....سوى ان حبيبي كان كالساحر....يكتب....فاصدق....فاخضع....فاسجد له..... ((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب))كنت اصدق كل حرف ينطق به.....ولم اسأله لحظة واحدة عن منطقية ما يقول....او عن دليل على ما يقول....كان الحب هو الدليل...وهو الجواب....وهو السؤال....احببت عماد بشكل غريب للغاية.....مثل عابر سبيل عطش....يسير بين كثبان رملية لا نهاية لها...ووجد بئر ماء على حين غرة....فرمى نفسه فيه....لم يشرب منه بل غرق فيه.....وفضل الموت مبتلا....ومازال عطشا.....كنت مع عماد عطشة....دوما عطشة له.....ارتوي مني بأول يومين.....فلقد انسكبت عليه.....ماذا كان يجب ان افعل وقد كان الرجل الأول بعمري.....الرجل الأول على كوكبي.....ولم يكن رجلا عاديا....وقتها كان بالنسبة لي رجلا استثناءيا.....حكى لي حكايات عجيبة.....كنت اشعر احيان كثيرة ان طفولته قبل قرن....مختلفة تماما عن طفولتي......يحكي لي عن المزارع التي عاش بها..... والحيوانات ....والأصدقاء ...والشقاوة. ...والأقارب....وامه الأمية الحنونة....التي تدعو له دوما بالصحة والسعادة....والتي لا تتمنى سوى ان ترى احفاده......كان يرسم لي كل يوم لوحات عن حياته فيما مضى.....وكنت اقرأ رسائله اكثر من عشرات المرات كل يوم.....واهرع لكتابة رسالة ردا عليها.....اضحك وابكي في الرسالة....احكي له عن اي شئ في حياتي اراه اسمعه افهمه....حكيت له عن افراد عائلتي كاملة...عن صديقاتي...عن ايام الكلية وذكرياتها....حكيت له مالم احكي من قبل...عن طفولتي وشعوري.....ويالدهشة كان يهتم ان يسمع.....كان يهتم ان يعرف عني كل شئ....لم يسالني احد في حياتي عني وعن ذكرياتي....لم يهتم بي احد سواه.....كنت كومة مهملة وفجأة حين احببته....اصبح لي...صديق....اخ....حبيب....اب...وام....وكل شئ......لشدة ماكنت احكي له عني...كان يفهمني بسرعة البرق.....وكان يتنبأ بحركاتي وردود افعالي وكلماتي....كان يحفظها عن ظهر قلب.....تحدثنا اكثر من مرة على الميل بشكل مباشر.....ولكني كنت احب رسائل المنتدى....كنت احب فكرة الرسائل...لا ادري حقا لماذا.....ربما لأني كنت اشعر انها اكثر رومانسية تذكرني برسائل العشاق القدامى حين لم يتسنى لهم اللقاء...... ((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب))كان يقول لي اننا نشبه جبران خليل جبران ومي زيادة الكاتبان العاشقان اللذان تبادلا الرسائل على مدار السنوات وعشقا بعضهما حتى الموت دون ان يلتقيا مرة واحدة......وحين مات جبران...جنّت مي ودارت الشوارع مغرقة بالهذيان.....خطر في بالي وقتها....ان هذا قطعا سيكون مصيري حين اسمع خبر موت عماد....لكني لم اخف من هذا الخاطر...فلقد كنت احس دوما اني لعماد....واني ساكون زوجته حتى وان لم يذكرموضوع الزواج قط.......


توالت الأيام....وحياتي كلها انسجها حول عماد وكيفما يريد عماد....حين اخرج مع صديقاتي لا اخرج إلا بإذنه....مع انه يوما لم يطلب ان استأذنه....كنت اشعر بسعادة بالغة ان اكون ملكا له ليتحكم بي....مع ان هذا بالضبط ماكنت اهرب منه طوال عمري في اهلي.....لم افهم ما العلاقة...وما سبب التناقض....سوى اني احبه....وانه يحبني.....قلّت علاقتي بصديقاتي على النت وفي المنتدى قلت جدا مشاركاتي....وصار دخولي المنتدى لا معنى له بدون عماد....الهث خلف اسمه....واقرأ بجنون الحب كلماته....كل كلمة حب يعبر بها ويكتبها...اسأله عنها فيقول مغمضا انها لي...لي وحدي....لم احلم بحبيب يبادلني قسط من الأعجاب....فجاءني من يحبني شعرا....كم انا محظوظة....هكذا ظننت وقتها....اني اكبر محظوظة......



مر علينا ثلاث اسابيع....شعرت فيها من رسائلي ورسائله اننا قد عرفنا بعضنا من سنوات....واننا عوضنا العمر الذي لم نقضيه سويا....حين فاجأني بطلبه لصورة لي......ليراني.....قال لي بحنان فاق حد احتمالي:


ارسلي لي صورة....حتى لو لم تكن لك حقيقة...فقط صورة لأنظر لها على انها حبيبتي...واصحو كل صباح لأقول لها صباح الخير يا حوريتي...وانام وهي بين جفوني.....



تأثرت كثيرا لكلماته.....ولكني وقعت في حيرة ما بعدها حيرة....انا حبيبة ارسل صورتي لرجل....لم يحدث ان خطر ببالي حتى هذا الخاطر....ولكن ارسال فتاة لصورتها على النت درب من الجنون....فقد يستعملها الرجل في اي شئ مسئ....كأن يركبها على صور عاريات وساقطات....ويفضح الفتاة.....ولكن مهلا.....جميع صديقاتي يرسلون صورهم على الفيس بوك..... ((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب))اليس من السهل اخذ صور كهذة....انا انزلت صورتين لي على الفيس بوك.....فمن السهل ان اقول اني لم ارسلها له بل هو حصل عليها من الفيس بوك....هذا ان سالني احد....ولكن من سيسال اصلا؟.....عجيب امري....طالبته بصورته اولا.....فأرسلها لي على الأيميل وطلب مني ان اعمله حين تصل إلي.....



فتحت ملف الصورة ويداي ترتعشان....هذة الرسالة التي افتحها بضغطة زر تحمل في داخلها ملامح من نُقش اسمه على جبيني للأبد.....حملت الصورة ثم فتحتها.....وكانت تلك اللحظة....التي احتضنت فيها عيناي ملامح حبيبي الأول....كان كما تخيلته....ملامحه هادئة....شاب صاحب بشرة صافية بيضاء.....ولكنه يبدو اصغر بكثير ان يكون في الثلاثينات....بدى لي في بداية العشرينات....قلت لنفسي كم انا محظوظة فحتى وهو اكبر مني بعشر اعوام سيبدو بجانبي صغيرا....شعرت اني اسعد انسانة في الوجود....فكم خفت لو اني بعد كل هذا الهيام اكتشف انه قبيح......ارسلت له بكل عفوية واندفاع انه شديد الوسامة....واني عشقت ملامحه.....كنت وقتها هكذا....اتصرف كما احس دون ان افكر....اقول كل ما يدور في اعماقي.....وحين كنت اشعر بجنوني كان يشجعني ويقول ان هذا اكثر ما احبه فيّ......



ارسلت له صورتي....باصابع مرتعشة,......انبني ضميري وقتها للغاية...ولكني كنت اسكته بنار حبي......انا احب عماد....وهو افضل رجال الأرض.....ويحبني.....فما الداعي للخوف لست افهم......وحين رأى صورتي....ارسل لي اجمل الرسائل التي كتبها لي في حياتي.....كيف وصفني...كيف وصف نظرتي ملابسي ملامحي....تفاجأت حين ذكر اني املك جسدا مثيرا.....ثم دارى رائحة جملته بجملة دوختني....(انتِ فتاة جميلة للغاية....ان امي حقا دعيالي.....لأن فتاة بجمالك قد احبتني)......فرحت بكلماته وظللت اقرأها كل يوم قبل النوم.....لأشعر اني اسعد نساء الأرض.....كان حبيبي يراني جميلة....بل يرى انه محظوظ لأني احببته....من فينا المحظوظ.....انه لا يعرف شيئا.....لا يدرك مدى سعادتي به....لا يدرك كم اعطى لحياتي معنى.....حتى ان تعليقه على جسدي صار يشعرني بالفخر....فأصبحت كل يوم انظر لنفسي في المرآة....نظرة مختلفة كليا..... ((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب))حبيبي رجل ككل الرجال....يرى جسدي مثير ومغري....هذا لأني مغرية....لأني جميلة ولم اكن الاحظ ذلك.....سأكون ونعم الزوجة له......ولن يتمكن من النظر لأي واحدة غيري.....كنت كل يوم حين استيقظ...ازيد من تجميلي لنفسي....وانظر في المرآة واتخيل ان عماد هو من يراني.....واشعر بشهوة ان اتدلل عليه....ويأكلني بعينيه....احلام يقظة ممتعة....ليس لها سوى طعم الحب.....لم اكن اتطلع لما هو اكثر...كنت اتمنى ان نظل هكذا للأبد....لشدة سعادتي بما انا فيه....لم اهتم ماذا ستكون نهايته....حتى جاء يوم....جعلني فيه اصحو على واقع مزعج....


والدي انهى عمله خارج المدينة.....وسيعود للبيت ليبقى معنى اشهر طويلة.....دون عمل....سيعود بكل ما يحمله من اغلال في عينيه....ويراقب كل شئ.....جاءت اشهر السجون...وانتهت اشهر الجنة.....اخبرت حبيبي بمخاوفي....كيف ساكلمه.....كيف ساتواصل معه كل يوم......لابد وان اختار ساعات اليوم التي لن يكون فيها والدي موجودا...ان يخرج لزيارة احد اصدقاءه....يجلس على القهوة او غيره.....طمأني حبيبي....وجاء لي بفكرة جهنمية....قال لي..:


حبيبتي.....اذا كان النت سيكون عائقا....فلما لا تعطيني رقم موبايلك....وحينها سنضمن التواصل معا دوما.....اريد ان اسمع صوت هذا الملاك الذي ملك علي حياتي....بل أنني سأتمكن من مراسلتك على الموبايل حين تحصل لي اي مشكلة او ينقطع النت لدي....ويمكنك ان ترني علي لأفهم انك موجودة على النت....والأجمل من كل هذا.....يمكنني ان اقول لك احبك...واسمعها منك....واهمسها لك حتى تنامي.....اليست تلك هي جنتنا على الأرض؟.....لكن لا تخافي من اهلك أن يكتشفوا....فسأكون في منتهى الحذر معك.....فانت انا وانا انت....وسأحافظ عليكِ اكثرمن نفسي.....


سبحت في عالم اخر من الفرح واحلام اليقظة....كان هذا هو الحل الأمثل لمشكلتنا......توقفت بيني وبين نفسي....ماذا لو راقبوني...ماذا لو وجدوا رسائله على موبايلي....لابد وان امسحها اول باول....لابد وان احفظ رقمه باسم صديقة لي حتى لا يشك بي احد.....لابد وان اختار اوقات اكلمه فيها لن يكونوا معي ابدا فيها.....لابد ان افكر جيدا واخذ احتياطات كاملة لهذا الموضوع.....ولكن انا اعطي رقمي لرجل؟.....لم اتخيل ابدا ان افعل شيئا كهذا في عمري......مهلا يا حبيبة....انه عماد.....لقد ارسلتي له صورتك لم تأتي على رقمك....بل على العكس....انه بديل للنت.....مجرد انقاذ للموقف.... ((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب))وسيكون هو حذرا...الم يخبرك انه سيحافظ عليكِ اكثر من نفسه.....وقبل حضور والدي بيومين....اخذ عماد رقمي واتصل بي.....


كانت المرة الأولى في عمري التي يكلمني فيها رجل......ليس فقط على الهاتف بل وبشكل عام......كان هذا الرجل هو حبيبي.....الذي حكيت له عن ادق تفاصيل حياتي.....ولكن شيئا ما وقف بيننا حين حادثته بشكل مباشر....لم اكن معتادة عليه....على صوته...على طريقة كلامه....كنت معتادة على صمت الحروف......التي يرسلها لي....وحين تدخل من عيني إلى روحي...تحدث دويا هائلا من الحب......لم اعتد على كلمة مع نبرة....لم افهم ان الأحاسيس في الأصوات تأخذ بعدا آخر.....حسدت كل العشاق الذين يلتقون ببعضهم البعض ويتبادلون كلام الحب...ليس فقط مع المؤثرات الصوتية....بل والنظرات...والأنفاس..كل شئ....كان حبنا معكوس....عشقنا بعضنا...عرفنا عن بعضنا كل شئ....ثم قابلنا بعضنا....امر مضحك......حب النت هذا حب غريب.....نشعر فيه باقل الأشياء بين العشاق وكانها اجمل الأشياء.....حين سمعت صوت عماد.....الرجولي الحنون....حين سمعته ينادي اسمي...بتنهيدة حب.....ادركت ان العشاق محظوظون.... ((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب))ولا يحسون بنعمة ماهم فيه....كل واحد يتمكن من رؤية حبيبته...ويتطلع إليها بعينيه ويراها تتحرك...بل وتنظر له وتحادثه بصوتها....ويتمكن من الرد عليها مباشرة.....كيف يفكر في الابتعاد عنها او التشاجر معها او خصامها....حقا هؤلاء العشاق لا يفقهون شيئا يتبترون على ماهم فيه من نعم....بينما انا غارقة في التية.....بين الخيال الواقع اعيش حبا ملأ علي كياني كله لرجل ادفع عمري كله دون ادنى تفكير فقط لأراه لحظة واحدة.....ذنبي اني قابلته على النت....لا ليس ذنبي....بل هو اجمل شئ.....لولا النت لما احبني.....هكذا كنت اقنع نفسي...انه لو رآني في الواقع لفعل مثل بقية الرجال....وما انتبه لوجودي......



جاء والدي...وكان استقبالي له بالغ الفتور.....غيرت حياتي كلها صوريا امامه....اعدت الحاسوب للصالة....ارتديت الملابس التي يقبلها وانا العنه بداخلي.....كنت اتظاهر بما لست عليه على الأطلاق لأسكته....ولكي لا اتعرض لكلمة منه.....وانا بيني وبين نفسي امقته.....امقت اللون الرمادي الذي يحل بوجوده....لكل شئ.....امقت السجن داخل السجن....والعلبة داخل العلبة التي يغلقها علي.....وكأني عار...لا يتطلع إلي إلا اني شئ يجب ان يخفيه....لو كنت هكذا لما انجبني من البداية......امضيت ساعات كثيرة من ايامي في حضوره في بيت آية صديقتي....ولكني أبدا لم احكي لها عن عماد.....خفت ان يأخذها خوفها علي فتطلع والدتي او تقع بلسانها بالخطا امام والدتها عن قصتي....فتهرع والدتها لأعلام والدتي....خفت من اي خطأ....ولشدة ماكنت اثق بها..... ((مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب))لشدة ماكنت اخاف على حبي لعماد....كأنه كنز ثمين لا اطلع حتى افراد اسرتي على مكانه.....كان كنز يخصني وحدي....لشدة ما اخذت من الحياة من خيبة امل....حاولت بكل ما اوتيت من حيلة ان اخفي حبي واحافظ عليه لضمان استمراريته.....قلّت جدا الساعات التي جلساناها على النت سويا.....وكنا فقط نكتفي بتبادل الرسائل...فارسل له رسالتي في دقيقة وفي الدقيقة التالية انسخ رسالته عندي.....واقرأها حين يخلو لي الجو.....وبقية وقتي.....انتظر اللحظة المواتية....حتى اكلمه على الهاتف....لأنهل من حبه واهتمامه....كنت احب دوما ان اكلمه خارج المنزل.....ولم يخطر ببالي قط ان اكلمه بداخل منزلي.....لم تأتي لي الجرأة مطلقا.......

تلك الليلة حين دخلت انام....ارسلت له رسالة اخبره فيها اني سافكر به حتى اغفو.....فوجدته يتصل....كتمت صوت الموبايل بسرعة....وظل قلبي يدق بشدة....لم ارد....ولكنه اصر...ظل يتصل ويتصل...حتى فتحت الخط....فقال دون ان اجيب......


حبيبتي لا تخافي
اعرف انك لا تستطيعين ان تجيبي وانت في المنزل....ولكن لم اتمكن من الأحتمال....اردت ان اقول لك كلمة قبل نومك....اعشقك يا حبيبة....


شهقت لسماعي كلمته.....ولكني لم اجب....فظل يرددها بكل هيام...
.
اعشقك.....اعشقك....اعشقك.....بل اني اعبدك.....كم اتمنى لو اني بجانبك الأن....لكنت جلست على طرف سريرك وملت بشفتاي على راسك....وقبلتك....


شعرت بالنار تحرق خلايا جسدي....نار من شوق له.....انفاسي فقط ظلت تجيبه....فارسل لي صوت قبلة....واغلق الخط.....يا الهي الرحيم...ارحمني....لقد قبلني.....لم اتخيل في يوم ان يصل به الحب حتى يتهور بهذا الشكل ويقبلني.....تقلبت في سريري طويلا ونار هذة القبلة الخيالية تحرقني.....وحين نمت.....حلمت بخياله على طرف سريري....وشفتان تحط على رأسي كما قال....لكن مهلا....في حلمي....كانت على شفتاي!!...مثل سندريلا


احبائي هذا كان الفصل الرابع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fallh.ahladalil.com
~ تؤبر تسبدي ~
! المـدير العـام !
! المـدير العـام !
~ تؤبر تسبدي ~


المشاركات : : 418
- وينكْ فيهِ ! : في بيـتـأا
- مزآجكْ ! : ازحف تنحـف

مذكرات فتاة شات ((رواية)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات فتاة شات ((رواية))   مذكرات فتاة شات ((رواية)) Emptyالأحد سبتمبر 12, 2010 3:16 am

الفصل الخامس




سهر الحب جميل.....والنوم مرتاح البال وسعيد ومتهني بالحب اجمل واجمل....جربت هذا وذاك مع عماد.....من اللحظة التي افتح فيها عيني حتى اللحظة التي اغمضها افكر بعماد وحده وبكيفية الوصول اليه....افرح فرح الكون حين يخرج والدي او اهلي وابقى وحدي لأحدثه....افرح فرحة اكبر حين اخرج لأتمكن من الحديث معه على الهاتف والأستماع الى صوته الذي يسحر قلبي وعقلي سويا.....صحيح ان علاقتي بصديقاتي قلت جدا منذ عرفت عماد فما عدت بحاجة لأحدهم......ولكني ماكنت لأبعد عن آية....بعدت عنها مسافة تسمح لي بأن استمر في اخفاء موضوع عماد عنها ليس إلا....ولكني كنت استغل كل فرصة اخرج فيها معها حتى اتمكن من مهاتفة عماد..... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*كانت صديقتي آية مستغربة لحالي فهي تعرف اني طوال الدراسة كنت اتمنى ان اعمل بسرعة حتى اتمكن من تحقيق ذاتي وبدئ حياتي وفتح مجالات كثيرة لتعرفي على الناس وتعرف الناس علي فهي تعلم انه لم يسبق ان تقدم لخطبتي احد....ولكني فاجأتها برغبتي في الجلوس في البيت فترة لأرتاح بعد عناء الدراسة....مع أن شهور طويلة مرت ولكن آية في ذاك الوقت كانت مشغولة بشريف...العريس الذي تقدم لخطبتها والذي كان يعجبها منذ زمن بعيد حيث كان جارها.....كنت اشعر انه حقا سيتقدم لها وكنت اتمنى انا وهي ان يتقدم لها في الدراسة لكن لم يحصل.....وحين تخرجنا كانت تلك اول خطوة فتقدم لها ولم يوافق عليه اهلها في البداية مباشرة....ولكن اخيرا تمت قراءة الفاتحة بشكل بسيط وبدون ارتداء خواتم.....وقررت ان تعمل خطوبتها في خلال شهر....وكان ذلك بمثابة اجمل خبر للسنة كانت سعيدة ومشرقة وكانت دوما تقول لي انها تتمني لو اني الحقها في اسرع وقت او ان نقم زفافنا سويا انا وهي في ليلة واحدة ومكان واحد.....كنت اشعر دائما ان آية متفائلة للغاية....كنت احاول اقناعها ان الفرق شاسع بيني وبينها فشريف ليس اول عريس مناسب يتقدم لها الفرق بينه وبين غيره هو ان قلبها متعلق به برغم انها لم تحادثه من قبل.....تمنيت لها السعادة من كل قلبي ووعدتها بمساعدتها يوم خطبتها....ولكني اعرف قدر نفسي وكنت اشعر ان يوم خطوبتي بعيد تماما عن الوقت الحالي....دفنت احزاني وركزت كل تفكيري على عماد.....لم يكن عماد بالنسبة لي حبيب فقط......بل انه حتى كان المسكن لي من كل الامي وخيبة املي في الحياة.....كنت دوما اقول لنفسي يكفي ان لدي عماد.....مهما اخذت مني الدنيا فقد اعطتني عماد..... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*لذلك جعلته كل حياتي ولم اهتم بشئ في الكون غيره لا اهلي لا عملي لا دراستي لا شئ....فهو يجلعني سعيدة......ومهما كانت سعادتي باي شئ في حياتي فهي لا تضاهي سعادتي معه......وما اريده في هذا الكون هو ان اكون سعيدة.......



كانت مكالماتنا غالبا لا تتعدى العشر دقائق....لم اكن اجد كلاما اقوله له لشدة فرحتي حين اكلمه بشكل مباشر....كان الكلام بيننا دوما قليل واحيان كثيرة نقول نفس الكلام في كل مرة.....كنت استمتع حين ينادي اسمي....وكنت استمتع اكثر حين يقول لي احبك....اشتاقك.....اعشقك....اعبدك....كانت كلماته تدمرني....كنت دوما اترجاه ان يضحك....فصوت ضحكته كان خمري.....فيرد علي ويقول: (قولي لي شيئا مضحكا لأضحك إذن!!)....فلا اجد ما اقول فيضحك.....كنت اضحك معه من كل قلبي....وحين يحين موعد اغلاقي المكالمة كنت اشعر بخيبة امل كبيرة وانتظر بفارغ الصبر الموعد التالي الذي ساخرج فيه لأكلمه.... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*وحين يطول المسافة بين المكالمة والمكالمة كان يتصل بي في البيت وانا وحدي دون ان اتحدث فقط استمع إليه....ليقول لي اعذب الكلمات....كنت اشعر بالفرحة لأهتمامه وشدة حبه ورومانسيته......ولكني كنت احيانا كثيرة اتضايق من المعنى الكامن وراء كلماته حين يتطرق لشئ خاص بالعلاقات.....كنت امثل الغضب واحيانا كنت اخاصمه حين يزيد عن حده ويتحدث كثيرا عن القبلات والأحضان....فيتمالك نفسه ويصمت ويحاول مصالحتي......كنت احب فيه عدم قدرته على تحمل غضبي منه ولم اكن طبعا لأتحمل انا ثانية واحدة في خصام معه.....



كنت اخبره كل شئ عني وكل شعور يجول بصدري....سألته عن عيد ميلاده كان قريب.....وسألني عن يوم مولدي....اندهشت ان برجه مناسب جدا لبرجي وعرفت سر تفاهمنا معا بغض النظر عن ايماني بهذة الأشياء.....اخبرت عماد باكثر شعور سخيف في داخلي وهو اني كل عيد ميلاد اتمنى ان يكون عيد ميلادي التالي مع خطيبي...لأني في الأعياد خصوصا عيد ميلادي وعيد الفطر وعيد الأضحى....كنت اشعر بوحدة اكبر من بقية ايام السنة حين انظر لما يحدث لزميلاتي مع احبائهم او خطابهم في مثل هذة المناسبات....من مفاجآت جميلة وهدايا ومواقف رومانسية.....كما ان الكثير من زميلاتي تمت خطبتهم في تلك الأعياد......ويوم عيد ميلادي بالذات كنت اقضيه كل سنة اشعر بالحزن وانا اتمنى وجود رجل في حياتي فهو اصعب ايام السنة بالنسبة لي........فقال لي عماد (يوم عيد ميلادك سيكون اجمل ايام عمري...وسأحرص على ان اجعله اجمل ايام السنة لديك....سترين حبيبتي....فمنذ اليوم لن تقضي اي عيد بدوني!!)...... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*سرحت بيني وبين نفسي وتخيلت كل عيد قادم لي مع عماد...وشعرت ان السعادة التي انا فيها اكبرمن ان استوعبها....خفت ان احسد انا ذاتي....وبدات افكر منذ الآن كيف اجعل عيد ميلاد عماد اجمل ايام حبنا....لابد وان ابذل كل مجهودي في التعبير عن عشقي له في ذلك اليوم.....فعماد ليس مجرد رجل عادي...وليس مثل اي حبيب عادي.......
لم يكن هذا فقط ما يفعله معي عماد...كان يكلمني عن عمله في شركة المقاولات كمدير مالي.....ويحدثني عن مدى صعوبة مهنته.....وعن تعبه....وحبه للأجتهاد ونشاطه في عمله وتميزه وحب الآخرين له....كان يحكي لي حكايات يومية عن هذا الأمر فكنت اشعر بالفخر به بيني وبين نفسي....وقلت في بالي شاب بهذا السن يصبح مدير مالي رئيس لقسم الحسابات لابد ان هذا من شدة نشاطه وتفوقه.....كنت فخورة جدا به اريد ان اصرخ للدنيا كلها هذا هو حبيبي انا..... كان يحكي لي حكايات يومية عنه وعن والدته.....كنت خائفة دوما من رغبة والدته بتزويجه باقصى سرعة.....فقد خفت ان تختار له عروس فينساني عماد ويستمع إليها....وذات مرة حين كنا نتحدث على النت انا وهو قال لي:


- تصوري ان والدتي ضمتني لصدرها اليوم وقالت تبدو لي عاشق وغارق في الحب حتى اذنيك
- معقول؟؟؟ وكيف عرفت يا عماد؟؟؟....
- لابد انها لاحظت من فرحتي الدائمة او نظرة عيني او ابتساماتي...او سرحاني حين افكر بك يا حوريتي.....اتعتقدين انها رأت صورتك في عيني؟؟؟
- (وجه خجول).....تلمس قلبي بكلماتك يا حبيبي الوحيد.....اخبرني بسرعة ماذا قلت لها؟؟؟
- قلت لها اني فعلا عاشق.....وسألتني عنكِ.....لم اجب...فقالت لي ايا كانت يجب ان تستعد لخطبتها....وإن كان قلبك قد اختارها فلتكن ملكا لك بقية حياتك.....فقلت لها ان قلبي فعلا قد اختارها ولا يريد احد سواها
شقهت وانا على الجهاز وحمدت ربي الا احد في المنزل سواي وإلا كنت قد كشفت......ظل قلبي يدق من شدة الدهشة والفرحة.....لم اكتب حرفا.....لم تطاوعني اصابعي....يقول خطبة...يقول ان قلبه اختارني....يقول انه حدث والدته عني....ان الموضوع جديّ اذا....سأتزوج اول رجل عشقته في عمري.....سيكون حبي الأول والأخير....سيكون كل شئ...يا إلهي...هل يمكن ان تكون كريم معي إلي هذا الحد؟؟ وجدته يكتب:
- يبدو ان عصفورتي تشعر بالخجل......احس بخديك ساخنين تحت اصابعي....اريد ان امسك بوجهك الملائكي بين يدي لأطبع قبلة على كل خد.....واقول لك هل تقبلين بي زوجا يا حبيبة روحي؟؟؟
لم استطع ان اكتب...لم اعرف ماذا يجب ان افعل...كدت اجن من الفرحة....كنت اشعر حقا اني مازلت احلم....قد اتيه في عالم احلام اليقظة لدرجة الا اميز الواقع من الخيال ولكنه حقا يحدثني....لم استطع ان اكتب اي شئ.....هرعت إلى هاتفي واتصلت برقمه....كان تهورا غير عادي فوالدي سيكون هنا في اي لحظة ولكني لم اتمكن من الصمود.....فرد علي....ولم يقل مرحبا بل قال:
- جاوبيني حوريتي....تزوجيني....كوني امرأتي.....زوجتي....اريدك بأي شكل....قوليها...
- اعشقك يا عماد.....اعشقك ولا شئ اتمناه من كل قلبي سوى ان اكون زوجتك.....
- يا معبودتي الجميلة...انتي من هذة اللحظة زوجتي.....لن اناديكي سوى مراتي......مراتي حبيبة....
- جوزي عماد.....ياه ما اجمل هذة الكلمة.....تشعرني بشعور لا يوصف يا عماد.....جوزي عماد....جوزي عماد.....
- انها اروع كلمة....واروع لحظة في العمر.....من اليوم انتي امرأتي...ملكي....
- انا ملكك...للأبد ملكك....ولن اكون لأحد سواك.....ااااااااااااااه كم احبك....كم انا سعيدة يا عماد....


في تلك اللحظة سمعت صوت والدي وهو يحدث جارنا فاغلقت الخط فورا.....واغلقت كل شئ....وتوجهت إلى غرفتي....اغلقت النور مع انه لم يكن موعد النوم بعد...لكن كان موعدي مع احلامي اللا منتهية...يحق لي كل شئ اليوم فهو اجمل ايام عمري كاملة....اجمل الكلمات سمعتها من حبيبي الآن....وتحققت كل احلامي دفعة واحدة....سأكون زوجة لأعظم رجل في الوجود.....ساكون سعيدة لأخر يوم في عمري....مع رجل اعشقه ويعشقني.....ساهتم بوالدته وارعاها واسكنها عيني......وسأجعل هدف عمري كله اسعاد عماد..... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*ضحكت على نفسي حين تذكرت كيف كنت احدثه وماذا قلت له لابد وانه لاحظ كيف جننت من السعادة....ماذا افعل لم اتمكن من كبح نفسي ولا مشاعري إن لم يفرح الأنسان بكل ما فيه في اكثر لحظات حياته فرحة فلما التظاهر؟...ومافائدته؟.....ما فائدة ان اظهر له متماسكة وثقيلة....وتمر اللحظة دون ان اتمتع بجمالها بكل عنفواني....وليعرف اني سعيدة كما انا بالفعل واكثر....فهو زوجي وانا زوجته....اجل منذ هذة اللحظة جعلتنا قلوبنا ازواج.....وما سيحدث بعد ذلك مجرد تحصيل حاصل واوراق رسمية ليس إلا......حلمت بالفستان الأبيض والزفاف....ربما حقا اني استطيع ان اجعل ليلتي وليلة آية في يوم واحد وربما اكون قبلها ايضا يا إلهي كيف لم افكر في هذا......والدي قرب على السفر سيسافر في خلال اسبوعين لمدة اشهر طويلة من اجل عمله لابد وان يتقدم لي عماد في هذان الأسبوعان......لابد اني اكثر البنات حظا في الكون.....لم اتمكن من النوم يومها وانا اتخيل ايامي القادمة بكل ما تحمله لي من فرح..........


حين تحادثنا على النت في اليوم التالي انا وعماد.....كنا في قمة اشتياقنا لبعضنا....وكانت اول كلمة قالها لي هي زوجتي.....كنت في قمة السعادة وحين سألته متى يفكر في التقدم لخبطتي....وذكرت له ان والدي مسافر بعد اسبوعين.....فقال لي:


- حوريتي انا سأضطر اذن للأنتظار حتى يعود والدك من رحلة العمل فلا يمكنني التقدم لك في الوقت الحالي...
- لماذا عماد.؟؟؟
- حبيبتي انتي ستكونين زوجتي يجب ان اكون جاهز لكل متطلبات والدك واحتاج فقط ستة اشهر ليس إلا لأكون جاهز كليا للتقدم لخطبتك....لا تقلقي بالمرة فلن اسمح لأحد ان يأخذكِ مني ستكونين لي....لي وحدي
- انا لك منذ الآن يا حبيبي.....ستة اشهر.....لا بأس كما تحب.....كنت اظن انك تريد التقدم الآن هكذا فهمت من خلال كلامك مع والدتك.....
- لا تقلقي فقد حدثتها عنكِ......وهي ايضا تعلم ظروفي حتى انها قالت ستساعدني بقدر ما تستطيع....بالمناسبة احب ان اسالك سؤال مهم.....هل تقبلين ان تعيش معنا والدتي في شقتنا؟؟......
- حبيبي.....انا احبك واقبل ان اكون معك مهما كانت الظروف.....وسأهتم بوالدتك كثيرا.....
- ياالله كم انت مذهلة....حقا لقد احسنت الأختيار.....لن ادعك تفلتين من يدي ايتها الفتاة.....فأنت جوهرة لا تقدر بثمن......

انا احب عماد...شعرت بخيبة امل ولكني احبه......ايا كان الوقت الذي سأنتظره فلا مانع لدي.....ولكني فقط صحيت من حلم جميل على الواقع.....ستة اشهر حتى يجهز نفسه.....ستة اشهر ليست كثيرة....فها نحن مع بعض منذ ثلاثة اشهر....لابد وان يمروا بسرعة البرق.....ان عماد يشعر اني لقطة....لن يفرط في ابدا....كما ان حبنا سيظل للأبد......حبنا من النوع الذي يصمد مهما مرت السنوات......


حانت خطوبة آية فذهبت انا ووالدتي لنحضر حفلتها....كانت حفلة في منتهى الجمال.....كان خطيب آية رجل مناسب جدا لها....رايت ذلك حين رأيتهما معا....كان هناك شئ رائع في نظرته لها.....تمنيت ان اكون هناك جالسة على الكرسي الذي تجلس عليه....تمنيت لو ان عماد يمسك بيدي كما يفعل الشاب مع آية.....انه معها بلحمه وشحمه بينما هذا صعب للغاية لي انا وعماد.....ولكن انا وعماد سنكون اجمل.....اكيد سنكون اجمل....سنرقص سويا رقصة هادئة كما فعلا.....سيلبسني خاتم يحمل اسمه....وانا كذلك...... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*لابد وان تكون اجمل اللحظات.....فرحت من كل قلبي لآية....قبلتها ورقصت معها كنت بجانبها طوال الحفل....ولكن تفكيري كله كان مع عماد.....وفي نهاية اليوم تمنت لي ان الحق بها واتزوج في اسرع وقت ممكن.....كلمتها بنبرة امل.....وقلت :


- ان شاء الله قريبا يا حبيبتي.....فقط ادعي لي....

عدت ذلك اليوم الى غرفتي.....حاولت ان اتخيل ليلة آية وليلتي الآن والفرق بينهما.....آية سعيدة وهانئة ولابد انها الآن مع خطيبها بينما انا اجلس هنا وحدي...غريب....نفس الليل نفس السماء نفس الهواء....ولكن انا في مكان وهي في مكان مختلف تماما في حياتها.....شعرت ببعض الغيرة بداخلي....تمنيت لها الخير ولكني تمنيت ان اكون مثلها....اتصلت بعماد.....كنت اتمنى ان يكون معي....كان تصرفا جريئا ولكني قررت ان اسمع صوته لأنام هائنة انا الآخرى....فلم يرد.....استغربت كثيرا ولكن ربما كان قد نام......



سافر والدي فعلا وعادت ايام الجنة مجددا....عدت للمشاركة في منتدى ملتقى القلوب فقد كنت قد بعدت عنه فترة طويلة.....وجدت العديد من الوجوه الجديدة....لاحظت ان عماد لم يتوقف قط عن المشاركة وازدادت مواضيعه وقراءه......لاحظت اهتمام العديد من العضوات به......حروفهن في الردود عليه كانت تحمل معاني....استغربت ان عماد لم يذكر لي شئ من هذا....حين حادثته على النت فرح لسفر والدي وقال اننا سنعود لنأخذ راحتنا......لكني لم اعد للجنة كما ظننت.....فلقد شعرت بالم وانا اقرأ ردود الفتيات على عماد بشكل فيه تعدي للحدود معه....وكلما كنت احادثه في هذا الأمر كان ينفي ويقول ان الجميع يعلم مدى احترامه لذاته وانه لا يهتم لكل هذا....وقام بتحيتي على شريط الأهداءات....ليقنعني انه مازال كما هو باق على حبي وعشقي.....ولكن ليس هذا ما شعرته مع مرور الأيام......فلقد صحوت في يوم ودخلت النت لأستلم رسالته التي اعيش عليها وارسل له رسالتي.....فلم اجد رسالة منه.....دهشت كثيرا وقلقت عليه.....وبعد نصف ساعة من القلق المتواصل....وجدته قد حضر.....فبادرته:


- حبيبي اين كنت....قلقت عليك جدا ليس من عادتك ان تتأخر هكذا فأنت تعرف موعدنا معا....هل انت بخير؟؟؟ لقد قلقت عليك كثيرا.....كما اني لم اجد رسالتك...هل سترسلها لي الآن؟..
- انا لم اكتب رسالة يا حبيبة....
- ...........لماذا؟؟؟
- لم يكن لدي الوقت....كنت مرهق وبحاجة للنوم....
- حقا حبيبي؟؟؟....الف سلامة عليك...ارجوك اخبرني مما تشكو.....
- اشكو الصداع.......لا تقلقي حبيبتي سأكون بخير في خلال ساعات....

شعرت بألم كبير يومها.....اول حزني والمي كان لحاله ولأرهاقه.....والسبب الثاني اني سأجلس يوما كاملا بدون رسالة من عماد......لم اعتد على هذا فهو يعرف مدى اهمية الرسالة لدي فهي مثل غذائي......ان لم يكتب لي عنه وعن شعوره وحياته ويومه....فكأن يوما ذهب بدون عماد......كما انني في كل رسالة ارسلها لها اكتب له عن بعض المواضيع واحب ان اسمع رأيه فيها.....وكل رسالة بيننا لها معنى ولها مكان.....في صرح حبنا......كنت احب جدا حين يهديني اغنية.....فيكتب لي كلمات الأغنية.....وويكتب لي تعليقه عليها ليوجه لي الكلام......كان يعشق عبد الحليم......وجميع المغنيين القدامى....مع انه كان شابا إلا انه لم يكن يستمع لأي من المطربين الجدد.....كان هذا غريبا بالنسبة لي بعض الشئ ولكني قلت في نفسي أن ذوق هذة الأيام يختلف عن ذوقه فهو اكبر واعظم من ان يستمع لشباب هذة الأيام.......كان كل رسالة يهديني اغنية....ويكتب لي كلماتها....وكنت كل رسالة اهديه اغنية....احاول بقدر الأمكان ان تكون كلماتها في مستوى ما يحب....وكنت اكتب له كم احبه....وكم تعني كل جملة في الأغنية واحد على مليون فقط من مشاعري اتجاهه.....لا بأس ان ابقى ليلة بدون رسالته التي تساوي لي الهواء والماء......ولكن هذا الأمر تكرر....بل أنه استمر.... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*حين كانت رسائلنا تتعدى عدد من الصفحات....اصبحت رسالته صفحة او اثنين ليس اكثر......لم يعد يكتب لي كما كان.....لم اعد ارى مشاعره كما كانت فيما مضى......وكانت تتكرر الأيام التي لا يكتب لي فيها بأي حجة......كنت اشعر بألم شديد وجرح اشد....وكنت اقضي هذة الليالي في اكتئاب.....وتأكلني الوساوس.....عما يفكر عماد في داخله....وهل هذة الحجج حقيقية ام انها مجرد طريق لكي لايكتب لي....هذة الرسائل بيننا مهمة فالوقت الذي نتحدث فيه سويا انا وهو على النت وقت قصير لا ننجح فيه بالحديث عن كل ما يدور فينا....فالرسائل كانت االبديل وكانت تشعرني اني اعيش معه كل لحظة في يومه وهو كذلك......فكرت في نفسي....عن الأسباب التي يمكن ان تجعل عماد يتصرف هكذا.....ربما لأني اتجاهل كلامه الخارج عن حدودي في رسائله....وربنا لأني كثيرا ما اعنفه ونحن نتحدث معا عن انفعاله في الحب معي ونسيانه نفسه.....فيتحدث عن القبلات واماكنها فأنفجر فيه....ونتخاصم......اذكر تلك الجملة في ذلك اليوم....:
- انتي غير معقولة يا حبيبة.....ان بقينا هكذا سيصاب حبنا بالملل....انتي زوجتي وانا زوجك فلما تخجلين مني لست افهم.....نحن نحب بعضنا ومن المضحك ان نقول لبعضنا نفس الكلام كل يوم....يجب ان يتطور حبنا...هذة هي مشاعري اتجاهك وهي مشاعر حقيقية فأنا رجل لا تنسي....اريد ان اخذك بين ذراعي والمسك....اريد ان اجعلك ملكي.....انا احبك حقا ولذلك اريدك....يجب أن يفرحك هذا لا ان يغضبك....
- هذا كلام غير مقبول يا عماد....انا ايضا احبك....بل اني احبك اكثر بكثير مما تحبني.....ولكن ما نفعله خطأ......اني اشعر بالذنب.....
- اذن هكذا ستعامليني حين نتزوج؟؟؟...اي زواج سيكون زواجنا؟؟؟
- هل تظن اني سأكون هكذا معك بعد الزواج؟....بالعكس حبيبي سأكون اكثر منك انفعالا....اني احبك واحتاجك لكننا لم نتزوج رسميا بعد....
- اذن هذا ما يمنع زوجتي عني....مجرد ورق.....ماالذي تقولينه يا حبيبة....الست انتِ التي تناديني زوجي كل يوم....الست انتِ التي تقولين ان حبنا يجب ان يبقى مشتعلا طوال حياتنا.....انك تقتلينه بجمودك....
- يا حبيبي انا لست جامدة.....انا ما احمله في داخلي اقسم لك اضعاف ما تحمله....انا ايضا اريد ان....ان تلمسني واكون لك......ولكن في الحلال.....وليس هذا هو الشئ الوحيد الذي سيشعل حبنا......لأنه خاطئ.......
- أترين حقيقة مشاعرنا خطأ؟.....لم يكن الحب خطأ يوما,....لم تكن رغبة الحب خطأ.....لم تكن نار الحب وهما.....انتِ فقط ربما لم تصلي بما في قلبك إلى ما وصلت إليه....عموما انسي كلامي....ولنتحدث في شئ آخر........

لم يكن هذا الموقف الوحيد بيننا بل تكرر كثيرا....وكنت كل مرة اجلس بيني وبين نفسي.....امعقول انني هكذا اجعل حبنا ممل؟....ولكني لا اشعر بالملل اطلاقا بل على العكس....اني اشعر بسعادة طاغية....ولا اريد المزيد....وماذا كان المزيد.....ان نتقابل....صحيح.... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*لم يطلب مني عماد ابدا ان نتقابل....ان هذا امر غريب حقا.....مع اني وهو نسكن في نفس المدينة.....وليس صعبا ان نتقابل.....ليس لاني اريد مقابلته لا فهذا خطأ فادح....ولكنه امر يدعو للتساؤل......لم اترك شيئا في داخلي كما افعل مع عماد دوما وصارحته بما اشعر فقال لي:


- هل تظنين يا حبيبة انه لم يخطر ببالي ان اقابلك.....بل انه يخطر ببالي كل لحظة بل كل ثانية.....حتى انني كنت اتخيل بعض الأماكن التي من الممكن ان نتقابل فيها......ولكن انا اعرف ان هذا خطأ.....ولست مثل باقي الشباب....الذي يطلب من فتاته ان تفعل شيئا يسئ لسمعتها من اجله....انا اخاف عليكِ اكثر من نفسي كما تعلمين....كما اني.....لن اتمكن من كبح نفسي إذا رأيتك امام عيني.....فأنت تعلمين كم احبك.....

كانت هذة الكلمات كافية لأخماد اي تساؤل بداخلي بل وكافية لأغلاق الموضوع كاملا في عقلي......ولو اني تمنيت بيني وبين نفسي ان يجبرني....حتى اراه....كنت حقا اريد ان اراه...ولو من بعيد.....ولو بدون حتى ان نتحدث....ولكني صمت....لأجعل كل شئ في وقته.......استغربت في داخلي ان يفكر عماد في الزواج من فتاة لم يسبق له ان قابلها......وان يتقدم لها دون ان يراها.....ولكن ربما يفعل هذا لأنه يحبني ولا يهتم لأي شئ....فقد وصل حبه لأقصى الدرجات كما يقول دوما......


هناك اشياء كثيرة في عماد وتصرفاته كانت تدفعني للتساؤل....وتجعل الأفكار الموسوسة تجتاحني......عدم انتظامه في الرسائل كما كنا.....قلة اتصالته وقلة مدتها كذلك وقلة طلبه لها......حتى انه فاجأني في احد الأيام انه لم يقرأ رسالتي التي ارسلتها له قبلها بيوم.....كنت اشعر بالخوف....كنت اشعر بعدم الأستقرار......كنت اخاف ان يحصل بيننا بعد.....او فراق.....حاولت ان اتخيل حياتي بدون عماد.....فلم اجد اي اثر للحياة.....فتشت في ايامي....في داخلي....في خارجي....لم اجد اي شئ.....حقا لا شئ في حياتي سوى عماد*(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*....كنت احادثه....واسأله...فلا يجيبني....وحين كنت الح باحساسي وبتحليلي لتصرفاته....كان يغضب علي.....ويقول اني احب ان ادمر اللحظات الجميلة بالنكد......تألمت لتفكيره هذا.....ولكني كنت اصمت....خوف غضبه كنت اسكت....اني معتادة على الصمت....هكذا عودتني الحياة مع اهلي.....ولكن عماد لم يكن مثلهم في نظري يوما.....بل انه لم يكن هكذا ابدا كما هو الآن......لم يكن متساهلا حتى في ردوده على بنات المنتدى بهذا الشكل.....كنت احاول ان اقتل مخاوفي بحبه...وبكلماته التي كان ياسرني بها....حتى جاءت تلك العضوة التي سمت نفسها (مشاكسة)


كان اسمها على مسمى.....فلقد كانت حقا ما ينقصنا انا وعماد من مشاكل....تلك الفتاة منذ انضمت للمنتدى وهي تتقرب من عماد.....كان ينفي هذا ويقول انه مجرد احساس بالغيرة منها لا اكثر....ولكني كنت ارى هذا كل يوم اوضح من قبل....ردت على كل مواضيعه بلا استثناء.....فوجئت حين وجدت عماد يودها.....ويرد لها جمائلها بالرد على مواضيعها.....حين واجهته استغرب رد فعلي وقال لي انه يجب ان يفعل هذا....فهي بالأصل شاعرة قوية وجيدة.....كما ان هذة اصول المنتديات....فلما لا يرد لها على كام موضوع من مواضيعها.....فلن يخسر شئ......تألمت من وصفه لها بأنها شاعرة قديرة....وشعرت بصغر حجمي بجانبها.......كانت تكتب من الشعر ما يجعلني انا نفسي اقف مذهولة امام كلماتها.......تلك الفتاة.....بكل ما تحمل من موهبة.....شامخة محبوبة موهوبة....وحين تقف امام عماد....فهي مجرد قطة وديعة......وكانت كلما تنزل موضوع يهرع عماد لأخباري.....ويذكر ما هي الأبيات التي تعجبه في شعرها بل انه احيانا حين يستعصي علي فهمها كان يشرحها لي.....


شيئا فشيئا بدأت اشعر بسخف ما يفعل....برغم انه يرميني باسلحة كلماته الفتاكة....عن حبه لي وعن اني كنت وساظل حبيبته الوحيدة...ولكن حين فاجأني برغبته في عمل موضوع شعري ثنائي معها....كدت اجن....وليس هذا فقط ما اغضبني بل انه حكى لي عن الموضوع بعد ان اتفق معها على عنوان الموضوع وفكرته وبدا كل منهما يكتب ماهو مناسب...... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*اذن انا اخر من يعلم....اذن هو يراسلها....من خلف ظهري......من شدة غضبي ركلت جهاز الكمبيوتر برجلي......فاصابه الصمت.....ولم اعلم ماذا افعل فاتصلت بعماد وصرخت فيه بكل حبي وكل غيرتي وكل جنوني وكل شعوري بالخطر.....لكن لم يجبني....وقال لي فقط اني ابالغ بتصرفاتي....واني هكذا اخنقه واخنق موهبة الشعر لديه وحبه لها.....واغلق الخط.....!!


بكيت تلك الليلة كما لم ابكي في عمري.....لماذا يحدث لي كل هذا....لماذا كان يجب ان تظهر هذة الفتاة في حياتنا,.....تذكرت كيف كانت رسائلنا سويا في بداية علاقتنا انا وعماد وخفت ان تكون هكذا مع تلك المشاكسة.....كنت اهدئ نفسي بأن عماد فعلا يحبني....وان ما بيننا من المستحيل ان يكون بكل بساطة مجرد حب تهزه فتاة كهذة...انه مجرد موضوع شعري.....نعم وماذا يعني.....ليس لأني لا اكتب الشعر فهذا يعني انه سيفضلها عني مثلا....انه امر مضحك...علي ان اصالحه فورا قبل ان يغضب مني ويمل مني.....وهذا ما فعلته بالضبط.....وبعد ثلاثة ايام نزل موضوعهما سويا.....وكان موضوعا يفوق الوصف لشدة ما كان شعرهما متناسقا......كادت الغيرة تميتني هذا اليوم وانا احاول كبتها ولكن لم يكن باليد حيلة.....ردود الأعضاء على الموضوع كانت تحمل معاني مستترة.....الجميع كان يشك في حب هذان العضوان لبعضهما.....كان ظنهما يثير جنوني وكنت حقا اتمنى لو اكتب موضوعا اعلن فيه اني احب عماد وهو يحبني واننا لبعضنا.....بل اني كنت اتمنى ان اكتب هذا في توقيعي وتوقيعه.....كانت هذة الأيام اسوء ايامي حقا مع عماد....فقد كنا نتشاجر كل يوم......حتى جاءت تلك اللحظة التي قسمت قلبي إلى نصفين.....


دخلت موضوع عماد مصادفة فوجدت تلك الشمطاء تكتب اعترافا بالحب في اخر صفحات موضوعه الشخصي....شعر لا يوصف....كتبت فيه كم تحبه...وكم يسالها الناس عنه وعن ظله في عيونها....فلا تجيب.....لأنها ستجيبه وحده...ان سألها....انها تحبه!!....




هنا ينتهي الفصل الخامس
السادس ان شاء الله قريبا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fallh.ahladalil.com
~ تؤبر تسبدي ~
! المـدير العـام !
! المـدير العـام !
~ تؤبر تسبدي ~


المشاركات : : 418
- وينكْ فيهِ ! : في بيـتـأا
- مزآجكْ ! : ازحف تنحـف

مذكرات فتاة شات ((رواية)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات فتاة شات ((رواية))   مذكرات فتاة شات ((رواية)) Emptyالأحد سبتمبر 12, 2010 3:17 am

تبعت

بس يالله عاد
لازم نتحمل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fallh.ahladalil.com
~ تؤبر تسبدي ~
! المـدير العـام !
! المـدير العـام !
~ تؤبر تسبدي ~


المشاركات : : 418
- وينكْ فيهِ ! : في بيـتـأا
- مزآجكْ ! : ازحف تنحـف

مذكرات فتاة شات ((رواية)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات فتاة شات ((رواية))   مذكرات فتاة شات ((رواية)) Emptyالأحد سبتمبر 12, 2010 3:18 am

الفصل السادس

ان عماد حبيبي انا.....رجل حياتي انا....كل ما لي بهذة الدنيا....حين تأتي فتاة بمنتهى الوقاحة وتعترف بحبها له امام الكل دون ان تصرف ادنى اهتمام لمظهرها في المنتدى او سمعتها او حتى مظهرها امام عماد نفسه.....الم تفكر انه ربما يحتقرها لتصرفها الوقح هذا......ليس كل هذا مهما فلقد قامت الدنيا ولم تقعد.....ولم اتمكن اطلاقا من كبت غضبي وحنقي.....لقد ظل يدافع عن قربهم لبعضهم البعض حتى وصلنا إلى هذة النتيجة......غضبت جدا على عماد وصرخت في وجهه واهنته......كانت غيرتي فوق قدرتي على التحمل.....لم ادري ماذا افعل معها وقد كنت مصرة ان اكلمها وارسل لها لأكنس باسمها تراب غرفتي*(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*....ولكن عماد اصر على ألا افعل متعللا ان هذا سيؤذي مظهري انا......ووعدني ان ينفذ كلامي كاملا وان يتوقف عن مراسلتها وان يقاطعها تماما ولا يكتب في مواضيعها ولا هي في مواضيعه....ووعدني انه سيرسل لها رسالة يخبرها فيها انه مرتبط وانه صدم من تصرفاتها وان عليها ان تخجل من نفسها وان يطلب إليها الا تدخل مواضيعه مجددا وبعد نصف ساعة ارسل لي انه قد ارسل لها هذة الرسالة وانها قامت بالرد عليه ولكنه لم يهتم ان يقرأ رسالتها او يفتحها.....فقد مسحها من قبل ان يفتحها.....




لم تتوقف معاناتنا عند هذا الحد.....بل لم تكن سوى البداية.....فقد جاء اليوم الذي انتظرناه انا وهو.....يوم عيد الحب.....كان اول عيد حب يمر علي في عمري ولدي من اشعر اتجاهه بالحب ويبادلني نفس الشعور....كان هذا العيد بمثابة تعويضي عن كل سنين الوحدة الماضية....وقد كنت انتظر بفروغ الصبر ما سيفعله عماد معي في هذا اليوم.....لنعوض ما فاتنا في حبنا فقد تشاجرنا كثيرا جدا في الفترة الماضية وبهت لون حبنا وكل ما اريده ان يعود العشق اللا متناهي بيننا....ولكن تلك المشاكسة كانت في انتظارنا.....فقد اختارت هذا اليوم لتنزل موضوعا بشعرها المذهل وكتبت عن عيد الحب والأحبة....وذكرت اسم ماستنيج اي اسم عماد في المنتدى....ذكرته في اخر موضوعها وقالت (كنت اتمنى ان يكون موجود في موضوعي ليشاركني فرحتي ومشاعري).....انها حقا تثير جنوني....الا يوجد لديها ذرة واحدة من الكرامة؟....كيف يمكن لرسالة مثل رسالة عماد التي ارساها لها الا تحطم كبرياءها كليا لو كنت مكانها لما سكت على هذا ولأرسلت رسالة لعماد اهينه فيها....ولكنت تركت المنتدى إلى الأبد.....ولكن هذا لم يحصل.......وكأن عماد لم يقل لها اي شئ فيه اهانة لشخصها......من غير المعقول ان لا تؤثر في فتاة مثل هذة الكلمات....واجهت عماد بما فعلته الفتاة وكان غضبي الشديد لا يمكن اخفاءه واصبح يوم عيد الحب هو اكبر شجار بيني وبين عماد فأني طلبت منه ان يريني نص رسالته إليها..... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*لأرى ما اذا كانت رسالة شديدة اللهجة كما طلبت منه ام انه ارسل لها شيئا آخر....ولكن عماد غضب مني واهانني وقال اني لا اثق به ورفض كليا ان يريني نسخة الرسالة.....وتخاصمنا في عيد الحب......ارتميت على سريري وبكيت كما لم ابكي من قبل.....من اجل فتاة كهذة حصل بيننا كل هذا في اليوم الذي انتظرته طوال عمري.....بعد ان هدأت شعرت اني قد بالغت كثيرا....وانه لا ذنب له في اخلاق تلك العديمة الأخلاق.....وشعرت بالذنب لأني هكذا اثبت صحة كلامه اني نكدية واحب اختيار اللحظات الجميلة وتحويلها الى لحظات بشعة كما وصفني مرارا وخصوصا في نوبات غيرتي.....لكن لما لا يفهم اني احبه....اني اعشقه......واني لن اتحمل مجرد التفكير في ان فتاة اخرى تفكر به كما افكر انا به......انه لي وحدي....كيف اتحمل ان تتقرب اليه فتاة غيري وترمي نفسها عليه بهذا الشكل المريض......تحاملت على نفسي وكلمته لأعتذر منه......لكنه لم يجبني.....اتصلت عليه اكثر من خمس مرات....دون جدوى.....دخلت النت فوجدته يشارك في المنتدى وكأن شيئا لم يكن......بعثت له رسالة اعتذار.....وبعد ساعة ونصف اجابني....طبعا صب جام غضبه علي في البداية.....ولكنه في النهاية قبل صلحي.....



شيئا فشيئا لاحظت ان تلك الفتاة المشاكسة تتقبل الموضوع بروح رياضية اكثر من اللازم فهي تذكر عماد في اي موضوع مثلا تتحدث فيه عن اعضاء المنتدى وكأنه لم يهنها.....كنت اشعر حقا وكأنه لم يرسل لها اي رسالة ولكني خفت ان تقوم بينا مشكلة فتصرفت وكأني لا ارى ولا اسمع ولا اتكلم.......وخصوصا ان عيد ميلاد عماد قد بقي عليه بضعة ايام....كنت اريد ان افاجئه ولكني لم اعرف ماذا افعل معه....فنحن لا نلتقي حتى اهديه هدية.....فتذكرت انه طلب مني عدة صور لي مختلفة عن صورتي التي اعطيتها له ولكني رفضت خوفا من الموضوع.....فقلت لما لا افاجئه بصورة جديدة وحديثة لي.....ليس هذا فحسب....اني دوما اكتب له الرسائل على جهاز الكمبيوتر....وقد كنت اشعر ان الحروف لا تحمل هوية احدنا لا انا ولا هو لانها مرسومة بخط الكمبيوتر.....لذلك فكرت أن اكتب له رسالة بخط يدي....وارسلها له....اكتب له فيها ما يعنيه لي.... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*اكتب له فيها كل حبي وكل شوقي وكل عشقي وكل المي في بعدنا......وكل احلامي وآمالي للمستقبل....فكرت أن اكتب كل شئ.....في رسالة تختصر له دقات قلبي وآهاتي ودموعي وضحكاتي.....حتى اني لشدة ما تمنيت ان يكون كل شئ مثاليا.....كتبت الرسالة مرة كمسودة....ثم كتبتها من جديد وانا احاول ان احسن خطي بقدر الأمكان....قمت بتصوير الرسالة وارسالها له عبر الأيميل......بعد ان اصبحت الساعة اثنا عشر بعد منتصف الليل قبل يوم ميلاده...وصحوت مبكرا جدا يومها وخرجت متظاهرة اني اريد شراء بعض الأشياء ....وقد كنت قد خزنت كل مصروفي حتى اشتري كارت شحن موبايل لأتصل به يومها على حسابي الخاص ونتحدث حتى ينتهي كل هذا المال......اتصلت به.....وامطرته بكلمات الحب والهيام.....كان عماد حقا سعيدا بكل ما فعلته لأجله....قلت له..:


- كل عام وانت عمادي...وانت حبيبي...وانت كوني الذي اعيش فيه.....يا زوجي الحبيب.....
- شكرا حبيبة لقد فعلتي الكثير لأجلي.....انه اجمل عيد ميلاد مر علي حقا....
- انتظر....تخيل اني بجانبك....واننا في بيتنا متزوجين....وانني صنعت لك كعكة خاصة بعيد مولدك.....اعانقك على ضوء الشموع...واغني لك....
Happy birthday to you
Happy birthday to you
Happy birthday to emad
Happy birthday to you
سنة حلوة يا جميل
سنة حلوة يا جميل
سنة حلوة يا حبيب روحي عمااااااد
سنة حلوة يا جميييييييييييل



بقيت أغني في الشارع والناس ينظرون الى......ولكني لم اهتم فقد كنت سعيدة للغاية......كان عماد صامتا طوال غنائي وحين انتهيت طلبت إليه ان يتمنى امنية وحتى السنة القادمة ستكون تحققت....فقال:


- اتمنى ان تكوني بحضني....انتي حقا اعظم عاشقة في التاريخ يا حبيبة....اعبدك ايتها الصغيرة.....

كانت هذة الليلة سحرية بمعنى الكلمة....لا ادري لما لم استطع ان احدثه نهائيا على النت يومها فلقد قال ان اصحابه معزومون لديه وان والدته قد جهزت مأدبة كبيرة للأحتفال لذا لم يكن ليبقى معي حتى لو اراد.....ولكني لم اتضايق حتى وإن لم يكتب لي رسالة فقد اديت واجبي وكان يوما مثاليا كما تمنيت كذلك قضيت ساعة احادثه في الهاتف....ضحكنا سويا وغنينا وتبادلنا الكلمات الرومانسية....حتى اني ارسلت له صوت قبلة فهو عيد ميلاده وقد كنت وعدته ان افعل له ما يرغب*(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*.....بقيت اليوم كله ابتسم بيني وبين نفسي بخجل....كنت حقا سعيدة وهائنة يومها وتناسيت كل المشاكل.....كل شئ سلبي تغاضيت عنه....وبقيت وحدي اراقب نجوم المساء وانادي عماد بهمس وادعو الله ان يكون من نصيبي وان يجمعنا تحت سقف واحد بأسرع وقت ممكن.....



لم تنتهي الليلة إلا وكلمني عماد على الهاتف مع اني كنت في البيت وكنت على وشك الخلود للنوم.....بدى لي وكأنه سكران....سهر مع اصحابه سهرة مليئة بالضحك.....كان صوته مختلفا وحتى طريقة كلامه....قال لي انه يعشقني ثم بدأ في القبلات...وكل ما افتعل صوت قبلة اخبرني اين اضعها....ثم قبلني اكثر من قبلة ورا بعض وقال لي وزعيهم.....فاقشعريت....وصرخت في وجهه وقلت له :


- ما هذا الذي تقوله لا تتعدى حدودك....هل جننت يا عماد؟؟؟
- يا حبيبة يا لذيذة انتِ مابكِ؟؟......انه عيد ميلادي لا تنسي....لي الحق ان افعل بك ما أشاء....والليلة لن اتركك تفلتين....انتِ زوجتي.....تعالي هنا وارتمي بأحضاني.....
- عماد ارجوك كفى انا حقا اتضايق من هذا الكلام...ان ما نفعله حرام....
فتغير صوته وغضب للغاية وصرخ في:
- حرام؟؟؟....أستقيمين علي الحد يا سيدتنا الشيخة؟؟.....اصبح الحب في نظرك حرام؟.....الحب مشاعر واحاسيس....وإن كنتِ لا تحسين ناحيتي بالرغبة....فلابد انك باردة.....هل انتِ كذلك حقا يا حبيبة؟؟؟....لم اتخيل ان تكون زوجتي هكذا.....
- ما الذي تقوله لم اكن في حياتي باردة....انا.....انا ايضا اريد ان اكون لك ولكن.....ليس هذا الكلام.....
- ماذا تريدين تحديدا ان نفعل بعد الزواج لم افهم.....
- بل انت تفهم يا عماد لا تتذاكى علي.....صدقني ايضا اريدك.....اوف منك اخجلتني
- تريديني؟؟؟....حقا تريديني؟......اذن اخبريني....كيف تريديني؟.....لا تخجلي انا لا احب البنات الخجولات.....اذا اردتِ ان ترضيني عليكِ ان تكوني جريئة معي
- عماد ارجوك كفى....سأخبرك حين نتزوج.....
- يبدو ان ارضائي ليس مهما بالنسبة لك نهائيا.....شكرا على هذة الليلة الرائعة يا استاذة تصبحين علي خير....
- انتظر عماد لا تقفل الآن....ارجوك لا تغضب مني انا لا أحب ان تغضب.....انتظر لكي ارضيك
- كيف سترضيني ان كان كل ما اطلبه منك ترفضينه وانت تعرفين جيدا ما يرضيني.....احيانا اشعر بالوحدة حتى وانا معك....لا اشعر بالأكتفاء.....حقا انتي تدمرين اشياء كثيرة جميلة.....لست افهم لما تفعلين هذا......سلام!!

كان كلامه هذا يدمرني من اعماقي.....عماد غير سعيد معي؟....غير مكتفي بي.....كيف يمكن هذا.....اجل فهذا الموضوع مهم للرجال....وانا لا ارضيه.....ولا اعطيه اي ريق حلو.....لا اتدلل عليه ولا اعطيه من هذة الأحاسيس الملتهبة....ولكن هذا لا يعني اني لا اريد بل على العكس اريد جدا جدا.....انا لا احلم إلا بعماد اساسا.....ولكني ارى ان هذا خطأ فادح ولن يتوقف عند هذا الحد بل سيزيد....ولكن يا حبيبة يمكنكِ الا تسمحي بزيادته عن الحد وفي نفس الوقت يمكنك ان ترضي عماد..... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*وان كان هذا خطا حقا فأنت تفعلين هذا معه وحده.....من شدة الحب.....ليس عيبا فهو سيكون زوجك.....ماذا لو خطفته منك واحدة مثل تلك المقرفة.....حينها ستندمين وستقولين ليتني ارخيت له الحبل قليلا.....لا ضرر من هذا بل انه في منتهى الرومانسية.....ظللت احادث نفسي هكذا طوال الليل....حتى قررت فعلا ان اهم شئ ان احافظ على عماد مهما حصل وان استمرار اي علاقة يحتاج الى التضحية من الطرفين.....



حين قابلت عماد في اليوم التالي.....كانت اول كلمة اقولها له...(اشتقت لحبك ولمساتك)!!......كادت الكلمة ان تودي بعقله....لشدة فرحه ودلعه لي واهتمامه بي شعرت بالفخر لما فعلت فلقد اثرته واعجبته......حتى انه ظل يطلبها مني كلما تحادثنا سواءا على النت او الهاتف......وحين كان يخرج بكلامه عن الأدب كنت اضطر للسكوت.....كنت في البداية اشعر بالمضايقة لما اسمع....وكنت اشعر احيان اخرى ان حبه لي لهذا الغرض فحسب....ولكنه اسمعني كلام لم اسمعه في عمري كله....بل اني حتى لم اتخيله.....لم اتمكن من السيطرة على نوعية كلامه....ولم اتمكن من احتواء ما وصلنا إليه.....كان مغلفا بالحب ولكنه كان خارجا.....بدأت اشعر ان احاسيسي ليست فقط ما تستجيب لحبه ورغبته بل ان كلماته اثارت في اشياء غريبة لم احسها من قبل في عمري كله..... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*اصبحت اشعر بشعور الزوجات.....ورغبتهن في وجود ازواجهن ليلمسنهن....لم يعد الأمر بالنسبة لي مجرد كلام بل اصبح حاجة....فلقد بدا يثير في الهرمونات....ولكني نجحت في استعادة عماد واهتمامه الماضي بي وفورة حبنا الأولى كما تمنيت.....فقد اصبح عماد ملتصقا بي يريد محادثتي كل لحظة وكل وقت.....صحيح ان حديثه لم يعد يخرج خارج بعيدا عن هذة المواضيع...ولكن على الأقل استطعت ان استعير انتباهه من جديد واشعر بالأمان لكي لا يمل مني او يذهب لغيري.....


في احد الأيام وحين كنا نتحدث على النت.....كان متعمق في تدليلي ووصف احضانه لي.....ومدى احتياجه لي....حتى ارسل لي رسالة تقول (اتحبين أن اقود حبنا انا ام انتِ تقودين؟؟)......شعرت بالجنون.....فلقد كان معنى هذة الجملة واضحا انه يقصد العلاقة بين الرجل والمرأة.....لم اتخيل ان يصل به عدم الأحترام لهذة الدرجة....انا احبه ولكن هذا لا يعني ان اقبل على نفسي جملة كهذة....لم اشعر بنفسي وانا امطره بوابل من الشتائم.....فتراجع عن جملته.....ولكنه طبعا تكدر...وافترقنا يومها وبينا شرخ ما لست ادري ما هو....لم استطع النوم يومها وتلك الجملة تتكرر في داخلي وكأن عقلي فرغ إلا منها....لومت نفسي وتساءلت هل من المعقول ان ينظر لي عماد بشكل يسئ إلى صورتي وحقيقتي....انا انسانة محترمة وما افعله معه افعله لأول مرة معه وحده لأني حقا احبه ولا أريد اغضابه....هل يفهم شدة حبي له بشكل خاطئ.؟.... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*هل سنبقى هكذا بيننا هذة المشكلات التي لا تنتهي.....لما لا نعود كما كنا اجمل العاشقين....تائهين في جنتنا غارقين بين امواج الغرام تأخذنا يمينا ويسارا....أين ذهب كل هذا....لا....لا يجب ان اسكت على هذا....علي ان اعيد كل ما ذهب من حبنا.....ولكن كيف....باللين....كل شئ يأتي باللين والأقناع.....لابد ان أتدلل عليه غدا واقول له كلاما جميلا واتصرف وكأن شيئا لم يحدث اليوم.....واحكي له عما افتقدته في حبنا......الرسائل الطويلة التي نحكي فيها عن ادق تفاصيل حياتنا......افقتدت الأغاني الرومانسية التي كان يهديني كلماتها كل رسالة....افتقدت ايام كان يحكي لي حكايات ويكتب لي ما يحب من الشعر....افقتدت الكثير....


انتظرته في اليوم التالي وفي جعبتي الكثير من الأحاسيسس.....حتى اني قلت لن افطر حتى اكلمه ونعود افضل مما كنا.....انا حقا اعشق عماد بكل ما في وعندي استعداد لفعل اي شئ لأرضاءه......انتظرت وقتا طويلا للغاية....لكنه لم يأتي....استغربت....جئت ارن عليه على الموبايل.....لافهمه اني على النت.....ولكني وجدت هاتفه مغلق...كانت المرة الأولى التي اجد فيها هاتفه مغلق.....الساعات تمر وكل ثانية تحسب علي ساعة...تمر ببطئ شديد لتمعن في اذلالي....نسيت ان اكل لشدة قلقي....لولا ان والدتي نبهتني وطلبت إلي ان أكل.....ولكن الوساوس اشبعتني.....انه موعدنا اليومي معا ولم يسبق ان تخلف عنه.....ما الذي جرى....هل يمكن ان تكون والدته قد حصل لها اي شئ؟؟؟......يوم كامل لم يصلني خبر من عماد......لم اعرف ماذا افعل....ارسلت له عدة رسائل على المنتدى تحمل قشورا من قلقي..... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*حاولت الف مرة ان اكلمه ولكن هاتفه ظل مغلقا.....لم اتمكن من النوم هذة اللليلة ولم أكل...ولم افعل اي شئ سوى ان انتظر اي رسالة منه....قلت لا بأس....لابد واني بمجرد ان اصحو غدا سأجد رسالة منه يعتذر لي فيها عن غيابه.....ظللت طوال ساعات المساء بين اليقظة والغفلة.....حتى سمعت اصوات السيارات في الشارع فصحوت ومن قبل ان اغسل وجهي فتحت جهازي.....لا شئ....لا شئ ينتظرني من عماد.....لا رسالة لا حرف.....غير معقول....مستحيل....هناك كارثة دون شك....اتصلت عليه مرة اخرى.....ايضا مغلق.....مستحيل....ماذا يجري....ارسلت له عدة رسائل على المنتدى مرة اخرى وعلى الأيميل.....وعلى الموبايل....طوال اليوم اطلق كل خوفي وقلقي وحبي في حروف الرسائل.....لا ادري كم من رسالة كتبت ولا اذكر تحديدا ما كتبت....كل ما اذكره اني كنت طوال اليوم ادعو الله ان يكون بخير وان يجيبني.....اني اموت بالتصوير البطئ.....اني غير قادرة على احتمال حياتي نهائيا......لا اكل ولا نوم ولا حتى تنفس....اكاد افقد عقلي....هل من المعقول ان انام ايضا هذة الليلة دون اي خبر منه.....لارسالة اليوم التي تغذيني ولا حرف ولا تليفون ولا أي شئ.....ماذا يجري.....كانت ابشع ليالي عمري.....لم يغمض لي جفن طوال الليل....ندمت أني لم اخذ رقم هاتف البيت او هاتفه في العمل او هاتف والدته او حتى هاتف اي احد من اصدقاءه.....ندمت اني لم اخذ منه عنوان بيته او حتى عنوان عمله.....في مثل حالة الجنون التي كنت فيها كنت على استعداد ان اتهور واذهب لأطمئن عليه بنفسي فقط ليطمئن قلبي....فقد لأتمكن حتى من التنفس.....لا شئ....لا شئ بيدي سوى الأنتظار محبوسة في سجن اللا عماد.....وحين دخلت في اليوم الثالث....لم اجد اي شئ اطلاقا....انفجرت باكية....كدت افكر بالأنتحار....كدت اصرخ بملئ صوتي....ثلاثة ايام دون حرف منه.....عشرات الرسائل كتبتها له منها ماهو موجه له من التوسل ومنها ماهو موجه لله لكي يفك علي هذا الحصار البشع.....حتى جاء عماد....رايت اسمه اون لاين.....دخل وعاملني بمنتهى البرود....وقال لي انه كان يقصد ان ينقطع عني هذة الأيام الثلاثة لأني تصرفي الأخير ضايقه!!...... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*اي كانت هذة الساعات اللا منتهية من الدفن حية تحت انقاض الهجران....مجرد عقاب حتى اتعلم درسي.....كانت تلك المرة الأولى التي اشعر فيها حقا اني اكره عماد,.......شئ ما تغير في داخلي انا اتجاهه يومها....شعرت بيني وبين نفسي باحتقار له.....شعرت انه بالفعل يلوي ذراعي....ويعرف تحديدا ماهي نقاط ضعفي ويدوسها بكل ما لديه ليسيطر علي.....ولأفعل ما يريد.....كان يوما في حياتي ليس من السهل أن يمر....شعرت وقتها انها حقا بداية النهاية لعلاقتي انا وعماد....برغم أني لم اتخيل في لحظة من اللحظات ان اصحو يوما وعماد ليس في قلبي وفي ايامي.....ولكني حقا شعرت بعدة مشاعر متناقضة يومها.....لم ادري ماذا افعل معه وماذا يجب ان يكون رد فعلي.....لم يكن لدي من ينصحني.....ولو عاد الزمن بي إلى الوراء حتى جئت لهذا الموقف لطلبت ان اقابله شخصيا حتى اصفعه!!.....ثلاثة ايام اي 72 ساعة من القلق والحسرة والبكاء والدعاء والتوسل.....وفي النهاية يكون بكامل صحته بل انه يفعل هذا قاصدا ليعاقبني.....ليذلني.....شئ ما يفضح جبروت هذا الرجل ويجعله كالطاغية.....ماذا جرى له...لم يكن عماد بهذة القسوة في عمره...عماد مثال الحنان والرقة والمشاعر والأدب والذوق.....لم يكن يوما بهذا القبح.....وكأني احب شخصا آخر....ثلاثة ايام لم نكلم بعضنا....ولكني وجدت نفسي اغلق كل شئ....ولا اتحدث معه نهائيا....لأول مرة في حياتي لا اشعر بأي رغبة في الحديث معه.....وبقيت ابكي بيني وبين نفسي....واشعر اني....اني مضطرة ان اكون مع شخص كهذا يستغل حبي الشديد له ليتصرف تصرفات لا يمكن ان يقبلها انسان على نفسه....وانا مضطرة لأحتمالها لأن لا بديل لدي.....لقد برمج هو عقلي قبل قلبي....ألا افكر بشمس تسطع فوق رأسي في يوم لا يكون فيه عماد.....علمني كيف احبه حد الجنون.....لكنه لم يعملني كيف انقذ نفسي من مقابر قسوته.....كيف اضمد قلبي من طعناته....لم يعملني لو كرهته كيف اعود لأحبه كما كنت.....لم يعلمني كيف احيا بدونه......لم يعلمني سوى اننا واحد.....ولا يمكن ان نكون اثنين....لو كنا واحد....فكيف يقبل ان يهين كرامتي بهذا الشكل....ويعذبني هذا العذاب الذي لا اعرف كيف اصفه....من شدة حبي له وقلقي عليه....كان يمكن ببساطة ان يقول لي في اول يوم انه غاضب مني وانه يريد ان يبتعد عني يومين او اكثر..حتى يهدأ....لا أن يترك نيران الوساوس تحرقني بهذا الشكل المهين...... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*اذكر انه اعتذر لي كثيرا بعدها....وشعر انه فعل اكثر بكثير مما كان يجب ان يفعل....ظل طوال الأسبوع يعتذر لي.....لأنه شعر بنبرة من البرود في كلماتي معه.....كنت قد فقدت شيئا ما لا ادري ما هو....ولم يتمكن هو مهما اعتذر لي ومهما حاول التودد لي من جديد ان يستعيده......اصبحت حانقة عليه....كانه صفعني فجأة....فأفقت من عماي...وأصبحت ارى لديه الكثير من العيوب والتصرفات التي لم اكن احس بقبحها من قبل......اصبحت بعد هذة الصفعة الدامية انظر له بعين مختلفة كليا....حبنا الذي كنت احاول ان اعيده بنفس جماله السابق....اصبحت اجاهد لأبقاءه حيا.....ولم اكن ادري اين نحن ذاهبون بكل ما حصل بيننا......



حبي كالعادة غلب علي.....كنت كلما غضبت من عماد اسارع للعيش في ذكريات صورة حبنا في ما مضى...اعيش في تصرفاته العاشقة حين كان الزمن زمان حبنا......فتعوضني قليلا عن الفتور الذي يجوب علاقتنا.....حتى اصبح معظم كلامي معه يبدأ بجملة...هل تذكر حين كنت تفعل كذا وكذا؟...هل تذكر حين قلت لك كذا وكذا....وحين فعلنا كذا....ياااه....ما اجمل تلك الأيام....ليتها تعود.....ويرد علي عماد بكومة من الفتور....لا شئ يعود.....معه حق..لا شئ يعود.....لا شئ جميل يمكن استرجاعه.....ولا سنة في حياتنا يمكننا ان نعيش فيها مجددا ولا زمن في عمرنا يمكن ان نعيش فيه أبدا....لا بد وان يذهب البريق الساطع.....ليحل محله ظلام مؤلم.....


اصبح حبنا مثل قضاء الواجب...واصبح حديثنا سويا عادة.....لكن عماد لم يتعلم....وظل يعود لكلامه الفاضح من جديد ليكسر الملل على حد تعليقه.....لكني كنت يائسة....كنت خائفة.....بدات اسايره....بل اني....بدات احب ما يقول....تعودت عليه لأني قبلته وقبلته وقبلته....حتى اصبحت اقوله انا ايضا.....حتى وان كنت اظهر امامه اني ممتعضة.....كنت اردد كلامه بيني وبين نفسي لأشعر بمتعة ان هناك رجل يرغبني.....وأن الحب لم يعد مشاعر تعتمر الصدر بل اصبح لها بعد اخر ملموس.....اشعر به في كل خلية في جسدي.....اصبحت اوهم نفسي ان هذا جزء لا يتجزأ من حبنا.....اصبحت اخبره اني ارغب ان يقول لي هذا الكلام....ان يغمرني بحبه.... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*ان يشعرني كم انا انثى ضعيفة امام رجولته وقوته.....كنت استمتع باحتياجه لي....في هذة اللحظات....لم يكن يحتاجني في العادي....ولم تعد كلمة احبك تعني له...تهزه.....اصبحت فقط هذة الكلمات هي ما تربطه بي.....اصبحت الوسيلة الوحيدة التي يمكننا ان نعبر بها عن ان حبنا مازال يتنفس.....وانه لن يصبح جثة هامدة طالما نمده بشئ يعيد له حيويته.....


حتى بعد ان وصلنا لهذة المرحلة لم يسكت عماد واصابه الملل...من تكرار الكلمات.....فهو لم يشعر بها اصلا.....ولم يعجبه الحد الذي وضعته لنا....فلا نحيد عنه ليبقى كلامنا ايضا يخص الحب ولا يصف شيئا أخر غير هذا...كان يريد المزيد من الحرية....والجرأة....والكثير الكثير من نسيان الضمير.....حتى قلت له ذلك اليوم:


- عماد...لماذا تحب ان تخلق المشاكل بيننا....نحن دوما نكون في اسعد ايامنا معا ولا يضايقنا من بعضنا او يسبب المشكلات بيننا سوى كلامك هذا.....فلما لا تبتعد عن هذة النقطة وتغلقها تماما....انت تعلم ان هذا الباب يجلب لنا الكثير من الريح الذي قد يقتلع حبنا من قلوبنا....فلما لا تغلقه لنتمكن من الأستمرار معا.....انا افعل كل شئ من اجل انجاح هذة العلاقة عليك ايضا ان تحاول وتضحي.....وحين تأتي لتخطبني يمكنك بعدها ان تفعل معي ما تشاء.....

سكت عماد طويلا في هذا اليوم ولأول مرة لم اجد منه اي مقاومة او اي رد....وتكلم بشكل طبيعي....وكأن شيئا لم يكن.....وفي اليوم التالي.....وجدت منه رسالة في المنتدى...تقول :



حبيبة.....لقد حاولت معك كثيرا,....ولقد تحملت الكثير من جنونك واهانتك وتقلباتك وبرود مشاعرك....ولكني لن اتحمل اكثر من ذلك...نحن لا نصلح لبعضنا....وهذة المرة افارقك بلا رجعة....انا لا يمكن ان اعود لك ولا تفكري بمراسلتي.....او محاولة الأعتذار....فأنتِ لستِ الفتاة التي احببت.....فكري جيدا فيما فعلت.....وستعرفك الأيام مدى الخطأ الذي ارتكبت

الوداع للأبد
عماد

هنا خلصت القصصه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fallh.ahladalil.com
 
مذكرات فتاة شات ((رواية))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتاة ترى مللك الموت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: * الأقسآمْ ـآلأدِبية ~ :: * حكآيةِ ، وَ روآيةِ ~-
انتقل الى: